الثلاثة يشتغلونها
الثلاثة يشتغلونهاالثلاثة يشتغلونها

الثلاثة يشتغلونها

شوقي عبد الخالق

تقف مصر الآن على حافة الانتقال إلى مرحلة الاستقرار والريادة في آن معًا، بينما يُراد لها أن تظل في دائرة مُغلقة تدور فيها بين يأس المتطلعين ومؤامرات الخائنين، دون أن يعلم هؤلاء وهؤلاء أن بلداً كهذا كُتب له السلامة والأمن في القرآن الكريم دون بقية شعوب الأرض.

مطامع ومؤامرات الداخل والخارج لم تترك مصر وشأنها منذ أربع سنوات عاش خلالها المصريون أقصى درجات الإحباط واليأس بين نظام يأتي وآخر يرحل، وبينهما تطلعات شخصيات ومساعٍ حزبية ضيّقة، كلٌ يحاول الحصول على أكبر قدر من الكعكة وينسون أنهم يأكلون لحم مصر.

نخبة لا ترى غير مصلحتها وأينما وُجدت فثم وجهتها مع قسط كبير من أغاني الوطنية وحب البلد والتضحية والفداء، وحيث لم توافق الإجراءات طموحاتهم الشخصية فإن كرة كبيرة من النار تتدحرج باتجاه الحكومة لتأكل ما تبقى من عزم وهمّة الإدارة السياسية، مع سيل كبير من الانتقادات العلنية والسريّة لعل القائم على أمور البلد يستجيب لمطامعهم.

الفصيل الثاني الذي لم يأل جهدا في البحث عن ثغرة هنا أو هناك لينقض هو الآخر على ما تبقى من جسد الأمة، فتارة يصنع إرهابًا وتخريبًا وتارة أخرى يُعلن حملة تحريضية من خلال أتباعه المنتشرين في كافة ربوع الوطن، هؤلاء المسمون بـ"الإسلاميين" منهم من أعلن ولاءه صراحة لتنظيمات مسلحة تناصب الدولة وقواتها الأمنية العداء، ومنهم من وقف في المنتصف بداعي الإصلاح وهو لا يقل خطورة عن الصنف الأول لتكتمل أهدافهم في النهاية وتحقيق مرادهم.

الفئة الثالثة التي رأت أن أموالها أكبر من مصر أو بأموالها تباع مصر وتشترى في سوق الرقيق، لم يدعوا لعقلهم التفكير للحظة بأن شراء مصر أغلى مما يمتلكون، وإن سايرهم أحد بدافع الفقر ورضي بالتعاون معهم على حساب الوطن فإن 100 مرة في اليوم يُواجه ضميره وهو في موقف التحسر وسرعان ما سيعود لرشده لفضح الخائنين. ظنّ رجال الأعمال أنهم بأموالهم وصحفهم وقنواتهم سيشترون المصريين أو سيوجهون الرأي العام ويُجبرون الدولة على تغيير مسارها وطريقها الذي رسمته لتنمية مرتقبة.

الثلاثة اللذين يتكالبون على الأمة المصريّة مصيرهم إلى زوال وسيكشف الشعب المصري بتفكيره القويم قبل كشف الحقائق، كم كان هؤلاء الثلاثة يشتغلون لحسابهم الشخصي باسم الوطن والدين للنيل من مصر والفوز بجزء من الكعكة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com