"الحاجة كاملة".. فلاّحة مصرية برتبة سيدة أعمال (صور)
"الحاجة كاملة".. فلاّحة مصرية برتبة سيدة أعمال (صور)"الحاجة كاملة".. فلاّحة مصرية برتبة سيدة أعمال (صور)

"الحاجة كاملة".. فلاّحة مصرية برتبة سيدة أعمال (صور)

"الحاجة كاملة أحمد حامد" سيدة في السبعينيات من عمرها، تحمل ملامح الفلاحة المصرية، برتبة سيدة أعمال ناجحة، في إحدى قرى محافظة الفيوم، استطاعت القضاء على البطالة، بين سكان قريتها، بتوفيرها فرص عمل لأكثر من 80 ألف سيدة بالقرية عن طريق مهنة تصنيع الخوص، وتحويله إلى تحف وديكورات فنية لتزيين المنازل.

في الصباح الباكر تنتعش القرية بملامح العمل والنشاط، حيث تخرج النساء من أمام منازلهن بأدوات التصنيع، ليفترشن الأرض بجوار أطفالهن، لبدء ساعات العمل الرسمية، وذلك بعد الانتهاء من الأعمال المنزلية، ويصل أعدادهن إلى أكثر من 80 ألف سيدة.

وصلت "إرم نيوز" القرية في الساعات الأولى من توقيت عمل نساء القرية، لرصد ملامح العمل وتفاصيله، فالقرية تحتكر تلك المهنة بعد نجاح نسائها فيها بقيادة الحاجة "كاملة"، ويشهد بذلك المسؤولون والزوار المقبلون على القرية.

بالسؤال عن منزلها، كانت السيدات الجالسات أمام منازلهن للعمل في دأب، خير مرشد للوصول إليها، فالسيدة تعيش في منتصف القرية، لتجميع الصغير والكبير حولها في حب ونجاح بمهنة وحرفة يدوية احترفتها.

شوارع تفوح بنشاط الإنتاج

الحياة الريفية بسيطة وهادئة، وتؤكد العطاء في ملامحها، التي تستقبل زوارها بالكرم، كل منزل في قرية "الأعلام" سواء أكان كبيرا أم صغيرا تخرج منه سيدات، وليست سيدة واحدة، يجلسن على قطعة قماش أو قطعة خوص كبيرة، ويضعن الأدوات بطريقة مرتبة أمامهن، ومنتجات من أوراق النخيل والقش لتصنيعه، ويجلس بجوارهن الأطفال الصغار في هدوء، ليشاهدوا الدروس اليومية للعمل بالمجان، ليستعدوا لتوراثها في المستقبل.

في هذه القرية، ليس هناك سيدة لا تعمل، فالمرأة هناك تستطيع أن تساند زوجها بعملها الدائم، بشكل يومي، دون الذهاب إلى مؤسسة منتظمة تعمل بها.

تتباهى نساء هذه القرية في نهاية عملهن اليومي، الذي لا يتجاوز الـ4 ساعات بعدد القطع التي أنتجتها من الخوص، والقش، لتنتظرهن "الحاجة كاملة"، التي تمر عليهن لتبدي إعجابها بالقطع التي أنتجنها، ولكي تبتاع منها أيضاً.

كما تحرص الحاجة كاملة على الاطمئنان على نساء القرية العاملات، وتشجع المبتكرات من بينهن على الإبداع أكثر، ووضع مكافأة شهرية لمن تتفوق بينهن.

تاريخ حافل بالإنجازات

لدى دخول مراسلة "إرم نيوز" منزل الحاجة كاملة، بدت ملامح الحياة القديمة، لكنه يحمل العشرات من شهادات التقدير لصاحبته السيدة السبعينية، التي استقبلتنا بكلمات الرضا، لتسرد لنا تاريخ مهنتها وكيف استطاعت أن تحقق ذلك، وكيف حولت قريتها إلى منتجة، خالية من البطالة بفضل نسائها.

تقول الحاجة كاملة أحمد حامد لـ"إرم نيوز": "هنا في ذلك المنزل القديم، كانت تجلس جدتي لتقوم بما أقوم به منذ أكثر من 100عام، فجدتي علمتني الصبر والنجاح حالها كحال أي فلاحة مصرية دؤوبة وصبوره وسند لزوجها".

وتابعت الحاجة كاملة: "كنت تلميذة جيدة لها، وبفضلها استطعت إنتاج العشرات من القطع المصنوعة من الخوص بشكل محترف في سن الست سنوات، وبعد وفاتها كنت صاحبة الميراث الأول في مهنتها، وانطلقت كرائدة لنساء القرية، في المهنة، دون أن يشعرن برحيل جدتي، فكانت وصيتها أن أقوم بنفس عملها وأحافظ على المهنة، ومن هنا أخذت القرية شهرة كبيرة بأنها الأولى في تصنيع منتجات الخوص دون منافس في مصر وخارجها، بعد أن ذاع صيت منتجاتنا في الخارج، من خلال وفود الأجانب، ومشاركة المنتجات في المعارض المختلفة خارج مصر".

وأكملت حديثها لـ"إرم نيوز": "تزوجت بعد أن وصلت إلى سن الـ15 عامًا وأنجبت فتيات، وجلسن بجواري ليتعلمن مني المهنة، ويساندنني فيها حتى الآن".

أدوات الحرفة

أكدت الحاجة كاملة لـ"إرم نيوز" أن المهنة من خير الطبيعة، فهي تعتمد على "سعف النخيل" والأوراق الداخلية لقلب النخلة، بالإضافة إلى"قش الأرز" الذي يتميز باللون الذهبي، وبعض بقايا الأقمشة الملونة في المنزل، نستخدمها في الزينة، وآلة صغيرة من الحديد، نطلق عليها مسمى "المسلة".

وأضافت الحاجة كاملة أنها تشتري المنتج من الخوص وقش الأرز من الفلاحين، في موسم الحصاد، وتقوم بتخزينه في منزلها، للعمل به علي مدار العام، وتكون على شكل كميات كبيرة تتعدى الـ100 طن من تلك المواد، والتي تكفي حاجة سوق العمل لأكثر من 80 ألف سيدة عاملة في القرية.

طقوس المهنة والتصدير للعالم

وأشارت الحاجة كاملة، إلى أن: "المهنة لها طقوس، وهي العمل يوميًا على مدار 4 ساعات متواصلة، وكل صباح أمر على السيدات لتوزيع سعف النخيل وقش الأرز ثم أمر في نهاية اليوم للحصول على المنتج وإعطائهن المال، مقابل ما قمن به، وأمارس هذا منذ أكثر من 60 عاما".

وأكدت في نهاية حديثها، أنها تصدر منتجاتها إلى جميع الدول العربية والأوروبية وفي مقدمتها بلجيكا وفرنسا وألمانيا وأمريكا، كما شاركت بتلك المنتجات في المئات من المعارض الدولية، وحصلت على شهادات تقدير تؤكد نجاحها، كما كرمها عشرات المسؤولين في مصر وطلبوا منها إنشاء مدرسة رسمية للمهنة، من خلال كيان تابع للحكومة في القرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com