سوريات يتسولن في شوارع طهران
شهدت العاصمة الإيرانية طهران خلال الأسابيع الماضية ظاهرة انتشار المتسولين السوريين في شوارع طهران بعد أن أجبرتهم الحرب الدائرة بين نظام بشار الأسد حليف إيران ومعارضيه وباقي الجماعات المسلحة على ترك منازلهم خوفاً من الموت.
ووصفت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية الإيرانية في تقرير لها الاثنين، انتشار المتسولين السوريين (رجال ونساء) في طهران بالظاهرة العجيبة، مضيفة إن "هذه الظاهرة بدأت تتسع في شوارع طهران منذ ثلاثة أسابيع".
وتحدثت فتاة سورية للصحيفة وهي تقف في شارع ولي عصر من أهم شوارع طهران "إنهم تركوا منزلهم في حلب شمال سوريا وعبروا إلى تركيا بعدما احتدمت المعارك في تلك المدينة"، مضيفة "نحن لا نجيد اللغة الفارسية ولهذا نمسك ورقة مكتوب عليها باللغة الفارسية (أنا نازح سوري وأحتاج للمساعدة)".
وبينت الفتاة السورية التي لم تكشف عن اسمها "أنها جاءت من حلب مع أسرتها التي تتكون من 10 أفراد برًا عبر دولة تركيا، ولقد فقدنا كل شيء في تركيا من أموال بعد أن بقينا شهرين في هذا البلد".
واعتبرت السورية أن "الأوضاع المعيشية في تركيا صعبة ونصحنا أحد أقاربنا بالذهاب إلى إيران للرأفة بنا وقد سافرنا على مدار يومين في الطريق إلى إيران وعائلتنا ما زالت في تركيا"، مشيرة إلى أن "بعض السوريين في إيران اقترحوا علينا العيش في المدن التي فيها أماكن شيعية مقدسة كقم ومشهد للحصول على المساعدات المالية".
وقالت الصحيفة الإيرانية إن "لدى الأسرة طفلة تبلغ من العمر 13 عاما، وأختها التي تقف وسط السيارات تتنقل من سيارة إلى أخرى بتلك الورقة للمساعدة"، مضيفة "عندما يحل الظهر يذهبون للمطاعم بحثا عن الطعام"، وقال صاحب إحدى الموائد الغذائية "أحيانا نقدم لهم المساعدة، لكن كل يوم غير ممكن".
وتقول الفتاة السورية "نخجل من التسول، حياتنا ليست جيدة، كل يوم نأتي إلى هنا ونطلب المساعدة من الإيرانيين، إيران غريبة بالنسبة لنا، لا أحد يفهم لغتنا هنا"، مشيرة إلى أن العائلات السورية كثيرة ووضعها المالي سيئ، شردتنا الحرب ولم يعد لدينا شيء الآن، وفي حلب كان وضعنا أفضل لكن بعد الحرب لم يبقَ لدينا شيء.
