رمضان.. شاب مصري فقد ساقه فعاش عكازًا لغيره (صور)
رمضان.. شاب مصري فقد ساقه فعاش عكازًا لغيره (صور)رمضان.. شاب مصري فقد ساقه فعاش عكازًا لغيره (صور)

رمضان.. شاب مصري فقد ساقه فعاش عكازًا لغيره (صور)

جاء من أقصى صعيد مصر قاصدًا القاهرة على ساقٍ واحدة، بحثًا عن لقمة العيش التي توفِّر قوت يومه، فأعد العُدة وارتدى جلبابه فاقع اللون، وترك أهله وإخوته من أجل استكمال مسيرته، وخرج في طريقه تتلاعب على ملامح وجهه علامات البهجة والسرور، فرغم صغر سنه عانى الكثير من المتاعب التي جعلته يتجاهل إعاقته، وبالفعل خرج من أجل العمل الذي يعينه على مواجهة نوائب الدهر التي كادت أن تهزمه.

إنه الفتى رمضان حسن عوض، الذي يبلغ من العمر 18 ربيعًا، يتجول في شوارع القاهرة يوميًا، يحمل على كتفيه عدة عِصِي، والعرق يتساقط من أعلى بشرته السمراء، شفتاه مبتسمتان دومًا، وعيناه تلتفتان بشكلٍ سريع في أرجاء المكان، يبحث عن من يجبر بخاطره ويدفع له الجنيهات مقابل العصا، بينما يستخدم بيده الأخرى عصًا يتوكأ عليها عوضًا عن قدمه التي فقدها في حادثٍ قبل سنوات، وكأنه يكسر القاعدة التي تقول "فاقد الشيء لا يعطيه"، ويعلن هو أن فاقد الشيء باستطاعته أن يعطيه إذا كان يمتلك مقدارًا من العزيمة والقوة التي تعينه على ذلك.

عقد رمضان وهو في الثانية عشرة من عمره، بعد انتهاء المدة التي قضاها في القاهرة، نية العودة إلى بلده، لكن القدر كان يخطط لشيءٍ آخر، حيث انقلبت الأحوال رأسًا على عقب، حينما حاول الصعود إلى القطار، فسقط بين الرصيف والباب، ليتحرك القطار في الوقت ذاته، حتى انتهت هذه اللقطة المأساوية ببتر قدمه، وكان ذلك سببًا في أن يكمل حياته على قدم واحدة يتجول عليها في أحياء القاهرة.

انطلاقة رغم الإعاقة

وبحسب حديث رمضان لـ"إرم نيوز"، فقد استطاع  أن يجعل من الإعاقة انطلاقة في حياته، ولم يوفر جهدًا طوال السنوات الماضية، ليتخذ من بيع العصا محاولة للكسب والشعور بمساعدة الآخرين، من فاقدي أو عاجزي الساق.

"العصا لمن عصى"، عبارة تحلق في أرجاء المكان يطلقها الشاب العشريني بأعلى صوته ما بين الحين والآخر، حتى يخبر الجميع في المنطقة التي يمر بها، أن فاقد قدميه بائع العِصِي قد وصل، متحدثًا عن بداية حياته عندما كان يتجول في شوارع محافظة سوهاج الجنوبية للتجارة في الملابس، قبل أن يقرر الرحيل إلى العاصمة لتبدأ قصة مغايرة.

رغم المعاناة التي عاصرها رمضان في حياته مع صِغر عمره، إلا أنه ما زال متمسكًا بالتعليم محبًا له، ويطمح في الحصول على درجات عالية يستطيع من خلالها استكمال تعليمه في إحدى الكليات.

وقال الفتى العشريني، "أنا حاليًا في الصف الثالث الثانوي، دبلوم تجارة، الظروف فرضت عليّ دخول دبلوم، لأن مصاريف الثانوية العامة مرتفعة، ولدي أمل في ربنا أن أدخل معهد أو كلية وأكمل حياتي كأي شخص".

وعن مرحلة التعليم يشير إلى أنه، في الأيام الدراسية يحاول التنسيق بين العمل والتعليم، وأن العديد من المدرسين يتعاطفون معه بسبب إعاقته وحالته المادية، لكن في الغالب يدرس مناهجه بشكل منسق، قائلًا: "أنا أظل في القاهرة تقريبًا شهرين، وأعود للبلد شهرًا وأحضر الامتحانات".

"أبويا عايش ووالدتي عايشة لكن حالتنا المادية على الله"، كلمات ممزوجة بالتعب والمعاناة، يتغنى بها الشاب العشريني بنبرة صوته الحزين، فاقدًا للأمل في أي مساعدة يتلقاها من دولته التي ما زالت حتى اليوم لم تدرج اسمه على قائمة المعاقين.

في البداية حاول رمضان أن يعمل في شيءٍ آخر، فبدأ عمله ببيع الملابس، لكن حملها كان ثقيلًا على كتفيه، ولم يستطع التحكم في حركته بسبب قدمه المبتورة.

وعن توجهه لبيع العصا، قال: "بعيدًا عن ذلك شعرت بفقدان القدم، وكم هي غالية على صاحبها، وكيف الإنسان بيكون ناقص فعلًا، بالتالي شعرت بالناس الكبيرة التي تحتاج هذه العصا"، مضيفًا، "أخرج من البيت تقريبًا الساعة 8 الصبح، وأعود البيت بعد 12 ساعة، لازم أعطي للشغل حقه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com