العنف المنزلي يترك آثاراً سلبية لا تندمل على الأطفال

براغ - (خاص) من الياس توما

نبهت دراسة نفسية تشيكية حديثة إلى أنّ 90% من الأطفال الذين ينمون في عائلات يتم فيها ممارسة العنف المنزلي يصبحون فيها شهود عيان على ذلك، الأمر الذي يؤثر عليهم سلبيا بشكل مستمر حتى في حال تواجدهم في غرفة أخرى غير الغرفة التي يتم فيها ممارسة العنف المنزلي.

وأضافت بأنّ التأثير العام على صحة الأطفال البدنية والنفسية يرتبط بالعديد من العوامل منها أعمارهم ونوع الطفل أي ذكر أو أنثى ومعدل ممارسة العنف وردود فعل الوسط المحيط ووتيرة الاعتداءات وأيضا التربية، غير أنّ نتائج ذلك يمكن لها أن تكون متساوية مع الوضع فيما لو كان الطفل نفسه ضحية مباشرة للاضطهاد.

وشددت الطبيبة النفسية ايفا مالا التي ساهمت في وضع الدراسة على أنّ الطفل أكثر تعرّضاً للإصابة من الإنسان البالغ في حال تواجدهما في نفس الوضع لأنه يتبع بشكل كبير لأهله ولديه مقدرة محدودة على حل الوضع الذي يتواجد فيه ولهذا يشعر الطفل في مثل هذه الأوضاع بأنه فاقد للحيلة ويشعر بالقلق والتأنيب وبثقة ضعيفة بالذات وبحدوث اضطرابات في التركيز تؤدي لاحقاً إلى نتائج دراسية سيئة.

وتضيف بأنّ الصدمة من العنف المنزلي تتواجد أيضاً وراء بعض المظاهر النفسية مثل قلة النوم والشعور بألم في البطن والرأس وفي ازدياد حالات المرض كما يمكن لها أن تظهر عند بعض الأطفال على شكل عودة إلى أوضاع ماضية سبق له أن خرج منها خلال فترة نموه مثل التبول الليلي أو ظهور إشكالات في النطق.

إلى ذلك يقول الطبيب النفسي التشيكي يان نوفاك إنّ "لأطفال الذين يصبحون شهود عيان على العنف المنزلي يحاولون الهروب من هذا الأمر إمّا على شكل واقعي أو نفسياً لأنّ العنف المنزلي يترك جروحاً وآثاراً نفسية لا تندمل مشيراً إلى أنّ الهروب من الواقع في فترة المراهقة يمكن أن يتم من خلال اللجوء إلى الكحول والمخدرات لا سيما لدى الأطفال الذكور في حين سجل ميل لدى الفتيات بشكل أكبر نحو الانتحار.

ونبّه إلى أنّ الصدمة التي يعيشها الطفل من العنف المنزلي يمكن أن تنعكس لديه على شكل تصرفات عنيفة في حياته لاحقاً لأنه يمكن للطفل أن يفهم ويستوعب الأوضاع التي ترعرع فيها على أنها أمر طبيعي تقريباً.

وأكد أنّ العديد من الأبحاث النفسية في العالم قد أكدت حدوث ميل لدى الأطفال الذين يكونون شهود عيان على العنف المنزلي نحو العدوانية، كما أنّ الأهل الذين يمارسون العنف المنزلي بحق بعضهم يقومون بنسبة تتراوح بين 30ــ60% بممارسة العنف أيضاً مباشرة على الأطفال كما تتم أيضاً وعبر الأطفال عمليات ابتزاز بين الزوجين أثناء حدوث الخلافات بينهم والتوجه نحو الطلاق.