السجائر الإلكترونية.. موضة عابرة أم بديل آمن للتبغ (صور وفيديو)
السجائر الإلكترونية.. موضة عابرة أم بديل آمن للتبغ (صور وفيديو)السجائر الإلكترونية.. موضة عابرة أم بديل آمن للتبغ (صور وفيديو)

السجائر الإلكترونية.. موضة عابرة أم بديل آمن للتبغ (صور وفيديو)

قبل عقد من الزمان، لم تكن السجائر الإلكترونية سوى شيء جديد وغير مألوف، ورفض الكثيرون هذا الجهاز الذي يعمل من خلال بطارية تعمل على تسخين سائل يحتوي على النيكوتين، ويمكن استنشاقه في صورة بخار واعتبروه مجرد موضة عابرة.

لكنها الآن في كل مكان، فهناك ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص يستخدمون السجائر الإلكترونية في بريطانيا وحدها، على أمل أنها تمكنهم من التدخين دون الإضرار بصحتهم، في حين أن هؤلاء الأشخاص يزيدون يوميًا.

ويرجع السبب في زيادة شعبية السيجارة الإلكترونية حول العالم، إلى تشجيع الأطباء للأشخاص المدخنين باستعمالها كبديل أكثر أمانًا من السيجارة العادية.

وليس من الغريب أن تقوم شركات التبغ العملاقة بالدفاع عن أرباحها، فقامت بشراء العلامات التجارية وصنعت منتجات خاصة بها، لكن مؤخرا تزايدت الدراسات التي تشكك في أن السجائر الإلكترونية بديل آمن للسجائر العادية، بل إن أحدث الأبحاث تشير إلى نتائج مقلقة جدًا.

تغييرات في وظائف الجسم

وقد اكتشف العلماء بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم، أن مجرد استنشاق السيجارة الإليكترونية 10 مرات يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في وظائف الجسم، وعلى حد تعبير أحد العلماء المشاركين في البحث إنها تؤدي إلى بداية الإصابة بأمراض القلب.

ويتبع هذا البحث الأبحاث الأخرى التي اكتشفت بأن السيجارة الإلكترونية مثلها مثل السيجارة العادية، إذ تؤدي إلى رفع ضغط الدم وتزيد من احتمالية تصلب الشرايين.

وأشار بحث منفصل إلى أن النكهات التي تضاف إلى السجائر الإلكترونية قد تصبح خطيرة عندما يتم تسخينها واستنشاقها.

وأشارت دراسة أخرى مثيرة للجدل نُشرت في وقت سابق من هذا العام، إلى أن 28 بالمئة ممن يستخدمون السيجارة الإلكترونية أقل قدرة على الإقلاع عن التدخين من أولئك الذين لا يستخدمونها.

منظمات طبية تشجع

وعلى الرغم من كل هذا، إلا أن هناك عددًا من المنظمات الطبية بالمملكة المتحدة، تدعم بقوة تشجيع المدخنين على استخدام السيجارة الإلكترونية بدلًا من التبغ العادي.

وأصدرت وكالة الصحة العامة بإنجلترا بيانًا تقول فيه إن "ضرر السجائر الإلكترونية أقل بنسبة 95 بالمئة من السجائر العادية".

في الأسبوع الماضي، أخبرت الكلية الملكية للأطباء العاملين بالمملكة المتحدة طلابها البالغ عددهم 52 ألفا، بأن ينصحوا أولئك الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين باستعمال السجائر الإلكترونية، بدلًا من السجائر العادية.

على الرغم من ذلك، منتقدو هذا المنهج غير مقتنعين بكل هذا الحماس.

في هذا الإطار، قال أستاذ الصحة العامة الأوروبية في كلية لندن للصحة والطب المداري الدكتور مارتن ماكي "هناك العديد من المنظمات الصحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة أبدت مخاوفها بشأن وصف السجائر الإلكترونية كبديل للمدخنين، ونحن ببساطة لا يمكننا معرفة تأثيرها على الصحة عند استخدامها على المدى الطويل، لأنها لم تكن موجودة لفترة طويلة بما يكفي لدراسة تأثيرها، وبالنسبة لي سيكون من المعقول أن أتّخذ المنهج التحوّطي وأنظمها بقدر الإمكان".

فيما قال المحاضر في مجال الصحة العامة بالإمبريال كولدج في لندن الدكتور فليبوس فيليبيديس "لا يجب أن ننتظر 10 أو 20 عامًا إلى أن تظهر الآثار الجانبية للسجائر الإلكترونية، بل علينا إجراء المزيد من الأبحاث حولها".

وقد أصبح الأمر واضحًا، بفضل العمل الرائد الذي قام به الإحصائي ريتشارد دول، في العام 1950، الأمر الذي أنقذ الملايين حول العالم.

تجارب علمية

في دراسة معهد كارولينسكا، التي نُشرت في المجلة العلمية "Atherosclerosis"، قام الباحثون السويديون بالاستعانة بـ 16 مُدخّنا عَرَضيّا وطلبوا منهم استنشاق سيجارة إليكترونية 10 مرات.

اكتشف العلماء أنه خلال الساعة الأولى، كان هناك ارتفاع سريع في مستويات نوع معين من الخلايا التي تشير إلى أن هناك ضررًا لحق بالبطانة الداخلية للأوعية الدموية، وتعرف هذه الخلايا باسم "الخلايا البطانية الأولية"، وقال العلماء إن هذه الزيادة هي نفسها التي تنتج عن تدخين سيجارة عادية.

وأضاف العلماء أن هذا التعرض القصير لدخان السيجارة الإلكترونية، قد يشير إلى وجود تأثير سلبي على سلامة الأوعية الدموية، ما يؤدي في المستقبل إلى تصلب الشرايين.

وبعد 24 ساعة عادت هذه الخلايا إلى نسبتها الطبيعية.

من ناحيته، قال المتخصص بأمراض القلب والمتحدث باسم الجمعية الأوروبية لأمراض القلب الدكتور يوب بيرك "لقد أدهشني فعلًا أن هذه الكمية الضئيلة من دخان السيجارة الإلكترونية كانت كافية لبدء رحلة الإصابة بأمراض القلب، فمن المقلق جدًا أن تؤدي سيجارة إلكترونية واحدة إلى حدوث مثل هذه النتيجة".

أمراض القلب

لذا، هل من الممكن أن يؤدي استخدام السيجارة الإلكترونية على المدى الطويل إلى الإصابة بأمراض القلب؟، لن نعرف الإجابة حتى نرى دليلًا دامغًا، لكن الفريق السويدي أشار إلى أن المستخدم العادي يستنشق هذه السيجارة 230 مرة يوميًا، ما يزيد الاحتمال الذي يقول إن استخدامها لفترات طويلة قد يتسبب بأمراض خطيرة.

ليست هذه الدراسة الوحيدة التي أثارت مثل هذه المخاوف، ففي آب/أغسطس الماضي، زعم فريق من كلية الطب في أثينا أن تدخين السيجارة الإلكترونية لمدة نصف ساعة يؤدي إلى زيادة مستويات تصلب الشريان الأورطي (أحد الشرايين الأساسية) مثل التي تسببها السيجارة العادية، وكلاهما يؤديان إلى ارتفاع ضغط الدم أيضًا.

وقال قائد الفريق في ذلك الوقت الدكتور شارالمبوس فالكوبولوس "السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من السجائر العادية، لكنها ليست عديمة الضرر، وأنا لا أوصي بها كوسيلة مساعدة في الإقلاع عن التدخين".

في الشهر الماضي كشفت دراسة أمريكية أن نسبة 71 بالمئة من المراهقين الذين اعتادوا على السجائر الإلكترونية، أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشعب الهوائية.

مواد سامة

وزعمت دراسة أخرى أن النفثة الواحدة من السيجارة الإلكترونية تحتوي على معدلات أعلى بـ 270 مرة من المعدلات الآمنة لمادة كيميائية سامة، تعرف باسم الألدهيدات.

لكن الدراسة التي نُشرت بمجلة "Lancet Respiratory Medicine" الطبية، تشير إلى أن 28 بالمئة من مستخدمي السيجارة الإلكترونية، أقل قابلية للإقلاع عن التدخين مقارنة بأولئك الذين لا يدخنونها، وقد سببت هذه النتائج الكثير من الجدل وذلك لأن معظم من يستخدمون السجائر الإلكترونية يعتبرونها وسيلة للإقلاع عن تدخين سجائر التبغ العادية.

كتب أحد المشاركين في هذه الدراسة، وهو الدكتور ستانتون غلانتس قائلا "في حين عدم وجود شك بأن النفثة الواحدة من السيجارة الإلكترونية أقل خطورة من نفثة السيجارة العادية، لكن الشيء الأكثر خطورة بشأن السجائر الإلكترونية هو أنها تُبقي الناس يدخنون السجائر العادية".

أزالت هذه النتائج الشكوك حول السيجارة الإلكترونية، لكن المروجين لها اعتبروا هذه الدراسة غير علمية، بل وصفوها بأنها مضللة بشكل كبير.

وقال بيتر هايك من وحدة أبحاث التبغ في جامعة لندن "هذه الدراسة نظرت فقط للمدخنين الحاليين الذين استخدموا السجائر الإلكترونية في الماضي، لكنها تجاهلت المدخنين السابقين الذين أقلعوا عن تدخين التبغ بفضل هذه السجائر الإلكترونية".

وقال الدكتور فيليبيديس "سنكتشف من المصيب مع الوقت، لكن رأيي الشخصي هو أن المزيد من الحذر أمر ضروري إلى أن تتضح الأدلة، وقريبًا جدًا ستدخل كبرى شركات التبغ الأسواق بالسجائر الإلكترونية الخاصة بها، أو أي منتجات مماثلة تدّعي تقليل ضرر السجائر العادية".

وأضاف "سأشعر بعدم الارتياح تجاه منتجات شركات تسببت في الكثير من الألم والوفيات، ولا أعتقد بأنه يمكننا استئمانهم على صحتنا مرة ثانية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com