الضوضاء والصخب.. المحرّكان لحاسة التذوق لديك
تعرضُ عليك مضيفة الطيران وأنت على ارتفاع آلاف الكيلومترات عن الأرض في رحلتك بالطائرة، ما ترغبه من المشروبات والطعام، ستختار شيئًا لم تألفه، فيبدو لك عصير الطماطم شهيًا ولذيذًا على غير عادة.
كلا، إنها ليست رغبة عشوائية أو اختيار محض، ويرى روبين داندو، أستاذ علوم الغذاء المساعد في جامعة "كورنيل"، إنّ ارتفاع مستوى شدّة الصوت في مقصورة الطائرة يؤثر في حاسة التذوق لدى الركاب، فهذه الحاسة تستشعر الأشياء التي تميل إلى الطعم الحلو في الأماكن الأقل ضجيجًا، ويتعزز المذاق "الأومامي" (الأقرب إلى الملوحة) في أماكن يرتفع فيها الصخب.
لذا يجد كثير من الركاب في الطائرة أنفسهم تواقين لشرب شيء قوي النكهة ومائل للملوحة، فيختارون عصير الطماطم بدلاً من ذوقهم المعتاد في المشروبات. بل وتقدّر شركة "لوفتهانزا" الألمانية أنّ كمية عصير الطماطم التي يستهلكها ركاب طائراتها لا تقل عن كميات الجعة التي يستهلكونها.
وتقول مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" على لسان تشارلز سبينس، عالم النفس في جامعة "أكسفورد"، إنّ "هذه الظاهرة ليست حكرًا على الطائرات"، إذ يوضح أنه في أي مكان يسود فيه الضجيج قد يغيّر هذا من حاسة التذوق لدينا، وهو ما يفسر عدم شعورنا بالرضا التام عندما نأكل في مطعم صاخب.
