ممارسة الكذب جزء من تطور الأطفال الاجتماعي

وقال شوبا في دراسة له، إن المقدرة على ممارسة الكذب لدى الأطفال تعني أيضا ظهور المقدرة لديهم على التعرف على كذب الآخرين، مشيرا إلى أن الطفل في هذه المرحلة من العمر يبدا بادراك حقيقة أن ليس بمقدرة الجميع معرفة كل شيء وأن الناس يتصرفون وفق المعلومات التي تصلهم وليس وفق الواقع القائم.

وأوضح أن الطفل حين يدرك ذلك، فإنه يبدأ بتجريب واختبار الأمر، مؤكدا أن الأمر يتعلق بتطور صحي للطفل يجعله يبدأ بإتقان التوجه في العالم الاجتماعي لأنه يبدأ وبشكل تدريجي الإدراك بانه يستطيع الكذب مثلما يستطيع غيره الكذب عليه.

ونبه شوبا، إلى أنه في حال عدم ظهور المقدرة على الكذب لدى الطفل، فإن ذلك سيجعله غير محصن ضد كذب الآخرين كما أن عدم المقدرة على الكذب يمكن أن تؤشر إلى وجود مشكلات أخرى.

واوضح ان من لا يتقن الكذب مثلا هم الاطفال المصابون بمرض التوحد، غير أنه شدد على أن ذلك لا يعني بأن على الأهل دعم كذب الأطفال، ولكن بالمقابل أيضا يتوجب على الأهل معرفة أنه ليس من المناسب اتهام الأطفال بالكذب أو أنهم كاذبون.

وأضاف شوبا، أن النوع الآخر من الكذب يتطور نتيجة لعدم مقدرة الأطفال قبل سن المدرسة على التمييز بين الواقع والخيال، حيث يتحدثون لأهاليهم مثلا، عن تكلمهم قبل لحظات مع مخلوقات أخرى، أو أنهم شاهدوا في الحديقة زرافة أو فيلا.

واوضح أنه في هذه الفترة من العمر تكون الحدود بين الواقع والخيال غير حادة لدى الأطفال، الأمر الذي يسمح لهم بالانتقال بين هذين العالمين دون عوائق، مشيرا إلى أن هذا النوع من الكذب يتلاشى لاحقا خلال مرحلة الدراسة الابتدائية.

ورأى شوبا، أن بعض الأكاذيب التي يقولها الأطفال قبل سن المدرسة يمكن للأهل أن يتلمسوا منها رسائل مهمة، مثل أن يقول الطفل لرفاقه أثناء اللعب، أنه أمضى الصيف الماضي مع والده ووالدته عند البحر، وأن الأمر كان جميلا مع أن والديه مطلقان.

وأشار إلى أنه في مثل هذه الحالات تطفو على السطح الرغبات غير المتحققة للطفل وبالتالي فإن الواقع لا يكون بالنسبة له جذابا كالتصور والخيال، وبالتالي يعطي الأولوية للخيال.