دراسة: الدماغ يتضايق من الحرارة المرتفعة

أكدت دراسة تشيكية حديثة أن الحرارة المرتفعة لا تؤرق الناس الذين لديهم إشكالات قلبية فقط وإنما أيضا الناس المعافين، مشيرة إلى أن الطقس الحار يثقل عمل الدماغ، الأمر الذي يؤثر على تصرفات الإنسان، ولا سيما إصابته بالتوتر والعدوانية.

وأشارت الدراسة إلى أن مركز تنظيم درجة الحرارة في الجسم موجود في الجزء الخلفي من ما يسمى بالمهاد أو الهيبوثالامس، حيث تحسب القيم الواردة في هذا القسم من مراكز الاستقبال التي تتحسس بالبرد والحرارة.

وأضافت أن الجسم يرد على الإشارات القادمة بوجود حرارة مرتفعة عن طريق توسيع الشرايين، مما يعني أن الفائض من الحرارة يقدم إلى الدم ثم يتم عن طريقه إيصاله إلى سطح الجسم حيث تفعل الغدد الخاصة بالتعرق ويبدأ حدوث عملية التبريد للجسم،منبهة إلى أنه كلما طالت فترة التبريد، فإن ذلك يكون اسوأ بالنسبة للدماغ.

ويؤكد الطبيب المختص بالأمراض العصبية "يان سترانسكي"- الذي وضع الدراسة- أنه عندما تكون هناك ضرورة لإرسال المزيد من الدم إلى الجلد، فإنه يتبقى القليل منه للدماغ؛ الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على الجزء الذي يتحكم بالمشاعر والأحاسيس.

ويضيف أن الدم في مثل هذه الحالات ينقص اأضا أعضاء أخرى في الجسم مثل القلب الذي يتوجب عليه أن يضخ بشكل أكبر، الأمر الذي يؤدي إلى تداعيات بدنية ونفسية سلبية.

وأضاف أن الإنسان يشعر بالتعب في ظل الحرارة المرتفعة، كما يعمل ببطء ويغضب بسهولة ويفكر بشكل ابطأ، ويتخذ القرارات بشكل أسوأ،ولذلك تحدث مشاجرات أكثر.

ورأت الدراسة أن الجلد قادر على تأمين درجة الحرارة، المناسبة عندما تكون الحرارة بين 19 إلى 31 درجة مئوية، أما عندما تكون أقل فإنه يتم صرف الحرارة بشكل أقل في حين يحدث عكس ذلك أثناء الحرارة المرتفعة.

واعتبرت أن درجة الحرارة المثالية للناس الذين يريدون إمضاء إجازة لطيفة هي 29 درجة، أما أثناء العمل السهل فيفضل العمل في درجة حرارة 25 مئوية، في حين يفضل ممارسة العمل البدني الصعب في درجة حرارة 15.