خالد يوسف يتنكّر للفن
خالد يوسف يتنكّر للفنخالد يوسف يتنكّر للفن

خالد يوسف يتنكّر للفن

يعد المخرج المصري وعضو مجلس النواب، خالد يوسف، عاشقًا للتمرد؛ إذ درس هندسة الكهرباء، وعمل في مجال ليس له علاقة بالطاقة، علمًا بأنه أثناء دراسته في شبرا، تولى رئاسة اتحاد الطلبة، وكان يسعى للظهور في كل موقف سياسي، ومن خلال نشاطه الجامعي، تعرف على المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، الذي شعر بموهبته، فأقنعه باحتراف السينما.

تحمس خالد يوسف للفكرة، و"في غمضة عين" أصبح طالبًا في مدرسة شاهين، ليشارك لأول مرة في إخراج الفيلم التسجيلي "القاهرة منورة بأهلها"، وبمرور الأيام اكتسب الخبرة، وباتت له رؤيا، وتمت الاستعانة به كمخرج مساعد في فيلم "المهاجر" العام 1992، وبعد عامين شارك في فيلم "المصير" كمخرج منفذ، وفي العام 2000 قدم "العاصفة" كأول أفلامه على شاشة السينما.

عندما بدأ اسمه يتوهج، أعلن معارضته لنظام الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، عبر وسائل الإعلام والأحاديث الصحفية، كما استعان بأفلامه السينمائية التي تحمل أفكارًا جريئة، لانتقاد النظام، بسبب تفشي الفقر وانتشار العشوائية.

المخرج الموهوب، يعتبر فيلم "حين ميسرة" الذي قام بإخراجه العام 2007، أفضل أعماله على الإطلاق، فمن خلاله غازل جمهور العشوائيات، ووضع نفسه أمام النظام السياسي كمعارض يملك الفكرة، ولديه السينما كوسيلة للعبور إلى عقول ووجدان الناس.

وفي العام 2010، قدم فيلم "دكان شحاتة" بطولة عمرو سعد وغادة عبدالرازق وهيفاء وهبي، وناقش من خلاله قضايا اجتماعية شائكة، وطرح قضية انعزال الحاكم عن رعيته، وتنبأ بقيام ثورة من أجل حياة أفضل، لذا، يردد خالد يوسف دائمًا بأن أفلامه هي التي أشعلت نبرة التمرد لدى الشعب المصري.

بدأ خالد يوسف، تقديم نفسه في البرامج بصفة المخرج والسياسي، خاصة بعد اختياره عضوًا في لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وعقب إخراجه فيلم "كف القمر" توقف عن الإخراج، واعتزل الفن تقريبًا، وتفرغ لممارسة العمل السياسي، ورشح نفسه لعضوية مجلس الشعب عن دائرة كفر شكر بمحافظة القليوبية، وفاز بأغلبية ساحقة.

بعد الصعود إلى كرسي البرلمان، تغيرت جينات خالد يوسف، وابتعد عن الحديث في أحوال السينما، وتهرب من عمله كمخرج، وإذا طلب منه صحفي إجراء حوار حول مشاكل الإبداع، يرفض المخرج الموهوب، ويطلب الحديث في الواقع السياسي.

ابتعاد خالد يوسف عن الوسط الفني، ورفضه الحديث عن روافد الإبداع، يؤكد أنه أصبح يتبرأ من الوسط الفني، الذي منحه الشهرة والعبور إلى الناس, والغريب أنه منذ وصوله إلى كرسي البرلمان، لم يتقدم بأي مشروع أو حتى فكرة لصالح السينما، ما جعله يفقد ثقة زملائه في الوسط الفني، ووصفه البعض بالمتسلق والباحث عن دور في دنيا السياسة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com