تعرّف على الجاسوس الهندي صاحب اللسان الذهبي (صور)
تعرّف على الجاسوس الهندي صاحب اللسان الذهبي (صور)تعرّف على الجاسوس الهندي صاحب اللسان الذهبي (صور)

تعرّف على الجاسوس الهندي صاحب اللسان الذهبي (صور)

إن الأدوار التي لعبت في حروب بريطانيا من قبل قوات من الإمبراطورية والتضحيات التي لا تحصى ألقيت كلها خارج حسابات التاريخ المكتوب في هذا البلد، وظهرت في الآونة الأخيرة فقط  درجة من التعاطف مع بعض من الاعتراف بالمساهمات التي قدمها بعض الرجال والنساء.

ومع هذا، تم تأريخ قدر قليل جدًا من بعثات التجسس التي أجريت من قبل رعايا المستعمرات البريطانية، والتي كانت في كثير من الأحيان تمثل خطرًا كبيرًا على حياتهم. والآن فقط برزت بشكل دولي قصة الجاسوس صاحب الحياة الاستثنائية المليئة بالمكائد والمخاطر خلال الحرب العالمية الثانية.

العميل صاحب الاسم الحركي "سيلفر"، والذي تم تجنيده من قبل بيتر فليمنغ ثم عمل لصالح الاستخبارات العسكرية البريطانية، حيث قام شقيق فليمنغ معتمدًا على تجربة سيلفر البراقة بخلق شخصية "جيمس بوند" كما كان لبيتر دور آخر في نجاح "العميل 007"، حيث إنه هو المؤلف الذي أقنع "غوناثان كيب" بنشر أول جزء من السلسلة "كازينو رويال".

وانخرط  فليمنغ في عمليات التجسس،  ففي العام 1940 كان مقرها دلهي، حيث لعب دورًا رئيسيًا في برنامج خداع دول المحور من خلال تجنيد عملاء مزدوجين، وعبر وجوده في هذا المنصب أصبح يتعامل مع رجل يطلق على نفسه اسم "رحمت خان" كان يعمل بدعوى مواجهة أنشطة الألمان والإيطاليين على الحدود الغربية للهند.

 وتعاقد فليمنغ مع شخص كان سيد الخداع نفسه، وفي الكتاب الذي نشره مؤخرًا المؤلف "ميهير بوس"، كشف أن سيلفر الجاسوس الذي خدع النازيين لعب دورًا هامًا وحاسمًا ضد النازيين في حيلة مذهلة، حيث كان هناك عدد قليل من العملاء المزدوجين أو حتى عملاء ثلاثيين (يعملون لصالح ثلاث دول) خلال الحرب، ولكن "تالور" هو الجاسوس الوحيد الذي يمكن القول إنه تجسس لصالح خمس أو ست دول.

وكشف الكتاب النقاب عن قصة "خان"، صاحب الأقنعة الذي جاء من أرض النبلاء التي كانت تعرف آنذاك بالحدود الشمالية الغربية، حيث قام في غضون خمس سنوات بالتجسس لحساب بريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا، ومع ذلك كان ولاؤه الحقيقي للنضال من أجل استقلال الهند، الأمر الذي جعل مموليه في لندن يشتبهون في قيامهم بفحص شامل وكافٍ لخلفيته، حيث كان شقيقه  قد أعدم  من قبل البريطانيين لضلوعه في مقتل شرطي خلال محاولة اغتيال حاكم البنغاب.

وقام "تالوار" برحلته إلى أفغانستان سيرًا على الأقدام عبر ممر خيبر مرورًا ببيئة تعد عدائية في الكثير من الأحيان، كما هي الآن مليئة بالمدافع. كما كان فليمنغ يشعر بالقلق في بعض الأحيان بشأن سلامته وتوسله أن لا يقوم بهذه الرحلة بسبب ظهور مشتبه به قد يقوم بكشف غطائه، ولكن "سيلفر" أصر على المضي قدمًا حيث إنه صادق هذا الرجل ودعاه لتناول العشاء في كابول.

وفي وقت لاحق وصف لفليمنغ كيف قدم له الكاري مختلطًا بشعيرات النمر، تلك الشعيرات التي تسبب نزيفًا داخليًا، كما علّق "سيلفر" بعد ذلك بأنها كانت آخر وجبة يتناولها، هذه الكلمات التي قد يتخيلها البعض تقال من قبل "بوند" عن أحد خصومه.

وكانت العلاقة بين العميل ومدربه مثيرة للاهتمام، ولم يكن فليمنغ من جامعتي إيتون وأكسفورد سوى صحفي كتب عددًا من الكتب والتي لقت استحسانًا كبيرًا عن مغامراته في أراضٍ نائية، كما أنه كان إلى حد ما شخصية عامة بارزة في المجتمع، وكان زوج الممثلة الرائعة "سيليا غونسون".

ومن ناحية أخرى، غادر "سيلفر/ تالور" المدرسة مع قدر بسيط من التعليم، وعلى عكس معظم الهنود من الطبقة الوسطى تحدث بلغة إنجليزية ركيكة.

ويقول بوس: إن حالة مشتركة من حب الخداع جعلت علاقته بسيلفر على ما يرام، وحب الخداع هذا هو ما جعل سيلفر يتمكن من إخفاء ولائه للحركة الشيوعية في الهند والتي أرسل لها الكثير من الأموال الممولة من العديد من أرباب العمل الأجانب، كما قام بانقلاب ضد الأمير الهندي بتهريب الزعيم الوطني المطلوب "سوبهاس تشاندرا" من الهند، وكانت خطته الأصلية هي الوصول إلى موسكو، ولكن عندما فشلت هذه الخطة عمل سيلفر على الوصول إلى برلين حيث التقى هتلر وغيره من المسؤولين الألمان.

وفي نهاية المطاف حاول بوس الوصول لليابان تزامنًا مع نشوب حرب بين جيش من الأسرى الهنود وبريطانيا، حيث مات في حادث تحطم طائرة، وأعقب الحرب استقلال الهند وتقسيم شبه القارة الهندية من قبل البريطانيين قبل رحيلهم، وفي أعمال العنف الطائفي المروعة التي تلت ذلك اضطر تالوار وعائلته الهندوسية إلى الفرار من باكستان التي تم إنشاؤها للمسلمين إلى الهند.

وفي العام 1948، اختفى رجل الغموض " سيلفر/ خان/ تالوار" ،  ويعتقد بعض المسؤولين البريطانيين أنه ربما قُتل أثناء محاولته الفرار من باكستان، ولكن عاد ليظهر فجأة في وقت لاحق بعد ربع قرن من الزمان في ندوة عالمية حول "سوبهاس شاندرا بوس" في كلكتا.

وفي الكتاب صورة له منذ وقت طويل، يبدو فيها متأنقًا ويرتدي بذلة وبجواره "ديتريش ويزيل " أحد عملاء وكالة الاستخبارات الألمانية، والذي نشبت بينهما خلافات وقام سيلفر بخداعه في كابول، وكان فليمنغ قد توفي في اسكتلندا قبل ذلك بسنتين نتيجة أزمة قلبية في حادث إطلاق نار. ويمكننا أن نتخيل أن "سيلفر" كان يستمتع بوجوده في هذا التجمع، مبتسمًا في وجه الجواسيس القدامى ممن يشاركهم أسرار وأكاذيب اللعبة المميتة التي دارت بينهم طيلة السنوات السابقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com