ما مصير الرحلات المُعلّقة إلى مطار أتاتورك عقب محاولة الانقلاب في تركيا؟
ما مصير الرحلات المُعلّقة إلى مطار أتاتورك عقب محاولة الانقلاب في تركيا؟ما مصير الرحلات المُعلّقة إلى مطار أتاتورك عقب محاولة الانقلاب في تركيا؟

ما مصير الرحلات المُعلّقة إلى مطار أتاتورك عقب محاولة الانقلاب في تركيا؟

شكّل مطار أتاتورك الدولي في مدينة اسطنبول أحد أهم المواقع التي دخلت في صراع الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا أمس الجمعة، بعد أن سيطرت قوات عسكرية انقلابية لساعات على مبنى المطار، لتتوجه بعد ذلك حشود من المواطنين الأتراك وتجبر تلك القوات على الخروج منه.

وتوقفت حركة الطيران في المطار لساعات قبل أن يعلن الطيران التركي في بيان له عودة حركة الطيران إلى طبيعتها ابتداء من الساعة السادسة ضمن التوقيت المحلي لمدينة اسطنبول.

وقال البيان، "بطلب من رئيسنا والقائد الأعلى للقوات المسلحة، رجب طيب أردوغان فإن عملياتنا في مطار أتاتورك باسطنبول قد عادت إلى طبيعتها اعتبارًا من الساعة السادسة صباحا (بالتوقيت المحلي)".

إلا أن مدير حركة الملاحة الجوية التركية في مطار أتاتورك، أكد أن حركة الطيران ستعود إلى طبيعتها في تمام الساعة 11 بتوقيت غرينتش، بحسب ما أوردت تقارير صحفية.

لمحة عن مطار أتاتورك

يقع المطار في اسطنبول -القسم الأوروبي- وبالضبط 23 كلم غرب ساحة جامع السلطان أحمد، و يعد أكبر مطار في تركيا من حيث عدد الركاب، يليه مطار صبيحة كوكجن الدولي. كما يعتبر من أكثر المطارات ازدحاما وشهرة في أوروبا والعالم حيث احتل عالميا مراتب متقدمة من حيث كثافة الركاب.

وبدأت أشغال بناء مطار اسطنبول الدولي سنة 1949 لينطلق في تقديم خدماته في اغسطس 1953. وفي عام 1980 تم تغيير اسم المطار ليصبح مطار أتاتورك الدولي تكريما لمصطفى كمال أتاتورك، مؤسس وأول رئيس لجمهورية تركيا. ومنذ ذلك الوقت طرأت عليه عدة تغييرات وتجديدات تماشيًا مع احتياجات الركاب. وقد أشارت الإحصائيات أن المطار سجل 45 مليون مسافر في عام 2012 فصنف من بين أكثر المطارات ازدحامًا في العالم . هذا وقد منح المطار لقب أفضل مطار أوروبي لسنة 2013، بحسب تقارير اقتصادية وسياحية تركية.

توقف الرحلات إلى أجل غير مسمى

و أوقفت العديد من الخطوط الجوية العالمية رحلاتها الجوية إلى اسطنبول لأجل غير مسمى، فيما يبدو أنه تريث من قبل تلك الخطوط حتى تتضح معالم تبعات فشل الانقلاب العسكري الذي شل حركة المطار لساعات وأنذر بإمكانية حدوث مواجهات عسكرية عسكرية، وكذلك مواجهات عسكرية مدنية بين رافضين ومؤيدين للانقلاب.

وأعلنت الخطوط الجوية السعودية تعليق جميع رحلاتها المتجهة إلى تركيا حتى إشعار آخر، وذلك بسبب الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد حالياً.

وقالت الخطوط السعودية في تغريدة لها على موقع "تويتر": "نظراً للأوضاع الراهنة في تركيا، تعلن الخطوط السعودية عن تعليق جميع الرحلات إلى تركيا حتى إشعار آخر".

وعلّقت إيران كافة الرحلات الجوية إلى تركيا بعد محاولة الانقلاب.

ونقلت هيئة البث الرسمية عن نائب مدير مطار الخميني الدولي قوله، إن سبع رحلات جوية إلى تركيا ألغيت صباح اليوم السبت.

وأضاف كوروش فتاحي “سنراجع الموقف لاستئناف الرحلات الجوية عندما تكون لدينا آخر المعلومات".

وأعلنت شركة الخطوط الجوية الكويتية إيقاف جميع رحلاتها الجوية إلى اسطنبول حتى إشعار آخر، مع إعادة جدولة الرحلات المتجهة غربا والمرتبطة بهذا المسار.

وقالت الشركة في بيان صحافي إن "هذا القرار جاء نظرًا للتطورات السياسية المتلاحقة في تركيا والتي أدت الى إيقاف جميع الرحلات من وإلى مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول".

وأوقفت شركة الطيران الوطنية الإماراتية "الاتحاد للطيران" جميع الرحلات الجوية المتجهة من أبوظبي إلى إسطنبول، حتى إشعار آخر.

وأوضحت شركة الاتحاد للطيران، أنه "حفاظاً على  أرواح وسلامة المسافرين، تم إلغاء جميع الرحلات التابعة للشركة، المتجهة من أبوظبي إلى إسطنبول، حتى إشعار آخر بعد الانقلاب الذي شهدته تركيا أمس الجمعة".‎

من جانبها، قالت شركة مصر للطيران في بيان اليوم السبت، إنها ألغت رحلتيها المتوجهتين لاسطنبول عقب محاولة انقلاب وقعت الليلة الماضية في تركيا.

وقال البيان "في ضوء الأحداث الأخيرة التي شهدتها تركيا مساء أمس الجمعة وما ترتب على ذلك من عدم استقرار في مطار أتاتورك. لذا فقد قررت مصر للطيران إلغاء رحلتيها إلى اسطنبول رقمي 737 و735 التي كان من المقرر إقلاعهما من مطار القاهرة اليوم السبت."

ولم تذكر الشركة التي تسير 14 رحلة إلى اسطنبول في الأسبوع متى تتوقع استئناف رحلاتها إلى هناك على وجه التحديد. وقالت إن الأمر سيستمر "لحين استيضاح الموقف."

وأضاف البيان أنه "لا توجد رحلات عودة لمصر للطيران في الوقت الحالي هناك."

و نقلت وكالة تاس للأنباء عن مسؤول بوزارة النقل الروسية قوله اليوم السبت، إن "شركات الطيران الروسية علقت رحلات الركاب المنتظمة إلى تركيا بناء على أمر من الرئيس فلاديمير بوتين عقب محاولة الانقلاب التركية".

وأكد متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، أن الإدارة لم تفرض حظراً للطيران من وإلى تركيا في هذا الوقت، لافتا إلى أن أي طائرة قد أقلعت من تركيا وباتجاه الولايات المتحدة سيتم السماح لها بالهبوط.

مصير الرحلات ما بعد فشل الانقلاب

ولاريب أن حركة الخطوط الجوية من وإلى مطار أتاتورك الدولي ستعاود نشاطها وإن كان تدريجيا، ولا غرابة في ذلك، فتبعات الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا أمس الجمعة لن يمر مرور الكرام على حركة الطيران والملاحة الجوية في تركيا ككل، وأيضا سيلقي بظلال سيئة على السياحة المتعثرة أصلا في تركيا بعد أن أصبحت هدفا للهجمات الإرهابية والتي طالت إحداها مطار أتاتورك الشهر الفائت وأوقع العشرات من الضحايا.

ويؤكد خبراء أمنيون، أن الفيصل في عودة حركة الملاحة الجوية إلى طبيعتها يكمن في مدى قدرة وسرعة الحكومة التركية على إعادة الأمن إلى مرافق المدن التركية وعلى رأسها اسطنبول والعاصمة التركية أنقرة.

ويرى خبراء اقتصاديون أن حجم الخسائر الناجمة عن توقف الرحلات إلى مطار أتاتورك ستكلف ملايين الدولارات، ليزيد العبء أيضا انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار بمقدار 5.63%، مسجلة لكل دولار 3.0415 ليرة، ليبقى الأمل الوحيد لدى الحكومة التركية بعد إحكام سيطرتها الأمنية على البلاد مرة أخرى، في إعادة تنظيم ونتشيط السياحة التركية وإدراج عروض تنافسية ضمن أسواق الترويج العالمي ليعود النشاط الملاحي لمطار أتاتورك إلى سابق عهده كأحد أضخم المطارات الدولية في العالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com