في المغرب.. نوع جديد من رجال الأعمال البدو
في المغرب.. نوع جديد من رجال الأعمال البدوفي المغرب.. نوع جديد من رجال الأعمال البدو

في المغرب.. نوع جديد من رجال الأعمال البدو

يتيح موسم الطانطان الثقافي في نسخته هذه السنة الفرصة لحوالي 30 قبيلة بدوية من قبائل جنوب المغرب الفرصة لعرض تجارتهم، ومواهبهم في الفروسية، وسباق الهجن، وتعريف المشاركين بخصوصيتهم الثقافية.

ويقدر عدد المدعوين للتظاهرة الثقافية بنحو 70 دبلوماسياً ومستثمرًا وصحفيًا، من جنسيات عديدة عربية وأوروبية، ومن الصين واليابان.

وكشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن المهرجان يعد أحد أفرع التجارة الرابحة بالمملكة المغربية، وتتضمن المعروضات أنواعا مختلفة، منها ما هو تقليدي من الصعب أن تجده في غير هذا المكان.

ويعرض التاجر يوسف شيتي بضاعته التي لا تحتوي سوى على أشياء معاد تدويرها، بدءًا من الشمعدان المصنوع من قرن الكبش، وانتهاء بغطاء الموقد، وكل شيء من المواد المهملة المعاد تدويرها فنيًا كطريقة جديدة، لعادة معيشية بدوية قديمة.

ويقول يوسف وهو واحد من عشرات الحرفيين في مهرجان موسم الطانطان السنوي بالصحراء الكبرى، الذي يهدف للحفاظ على عادات وفنون المغرب القبلية "لدي شيء جديد دائمًا".

ومن المتوقع أن يشارك في المهرجان، الذي يقام على مدار عدة أيام، نحو 250 ألف شخص في مدينة طانطان بجنوب المغرب، وعلى الرغم من أن المهرجان أقدم من المغرب نفسها، التي حازت على استقلالها العام 1956، إلا أنه توقف لفترة في أواخر السبعينيات، خلال حرب الصحراء الغربية بين الرباط والجزائر، واستئنف مرة أخرى في العام 2004، وأعلنت اليونسكو أنه حدث للتراث العالمي عقب عام واحد.

والآن أصبح الموسم فرصة للحرفيين، مثل يوسف وللمغرب نفسها، من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية، حتى مع ازدياد توتر علاقة المملكة بالأمم المتحدة حول الحدود المرسومة على الأراضي البدوية.

وقال فاضل بن ياش أحد المنظمين ويشغل منصب سفير المغرب لدى إسبانيا "كان هناك موسم قبل أن يكون هناك حدود، لقد كان دائمًا جزءًا من تاريخنا من أجل إبراز القبائل لثقافتهم وتقاليدهم البدوية الخاصة".

دولة الإمارات العربية المتحدة التي شاركت في مواسم سابقة، كانت ضيف الشرف لهذه السنة، واستثمر المسؤولون الإماراتيون 10 ملايين دولار، في مضمار سباق الهجن خارج طانطان نحو 130 ميلاً شمال حدود الصحراء الغربية.

وتم تكريم الحرفيين من جميع محافظات المغرب حتى تلك المتنازع عليها، حيث تأمل الرباط في جذب مزيد من المستثمرين.

وأكد شيخ قبيلة أولاد دليم، سيدي شقيف، وهو سياسي وزارع طماطم وأحد ملاك الجمال من مدينة الداخلة بالصحراء الغربية "نحن نريد السلام والتجارة".

ويأمل شقيف أن تظل المنطقة جزءًا من المغرب، لأنه يخشى من رفض القبائل، التي لا تفوز بالسلطة في الانتخابات، التي تجري في ولاية الصحراء الغربية المستقلة، أن يحكمها منافسوهم، مشيرًا إلى أن الأمر متروك للأمم المتحدة، للخروج من المأزق، الذي طال أمده بين المغرب والجزائر.

والتقط شقيف صورا لمخيم الجمال الصحراوي الخاص به بهاتفه الذكي، معلقا على ما أسماه "تطور" الحياة البدوية بالصحراء، من بدوي إلى مدافع عن التطور، قائلا "لا بأس بالتغيير"، مضيفا "البدوي سيحمل ثقافته على ظهر جمله أينما ذهب".

يذكر أنه في مارس الماضي، قام الملك محمد السادس بطرد أغلب بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، بعد استخدام الأمين العام بان كي مون كلمة "احتلال" لوصف حقوق المغرب في المنطقة خلال الحرب مع الجزائر، والتي استمرت 25 عامًا.

وتواصل جبهة البوليساريو المطالبة بالانفصال عن المغرب، سعيها لاستقلال المنطقة التي تربط الجزائر بالمحيط الأطلسي، رغم وقف إطلاق النار في العام 1991، والذي فشل في تسوية النزاع على الأرض.

وحث مجلس الأمن الشهر الماضي المغرب على السماح بعودة قوات حفظ السلام، لكن انقسام التصويت عكس عزوف العديد من الدول النامية، وحتى القوى العالمية عن إدانة المملكة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com