في انتظار العيد.. مأساة  تتحدث عن نفسها أمام بنوك طرابلس الليبية (صور)
في انتظار العيد.. مأساة تتحدث عن نفسها أمام بنوك طرابلس الليبية (صور)في انتظار العيد.. مأساة تتحدث عن نفسها أمام بنوك طرابلس الليبية (صور)

في انتظار العيد.. مأساة تتحدث عن نفسها أمام بنوك طرابلس الليبية (صور)

احتشد المئات خلال الأيام الماضية منذ ساعات الفجر الأولى أمام مصارف العاصمة الليبية طرابلس وسط تدافع وازدحام شديدين، للحصول على بعض السيولة النقدية التي وعد بمنحها المصرف المركزي الليبي في وقت سابق، لتعينهم على مستلزمات عيد الفطر المبارك.

لكن الجموع وجدت نفسها بين شقي رحى الانتظار الطويل والصيام وصراخ وتعسف عناصر الميليشيات واعتدائهم على البعض بالضرب وإطلاق الرصاص في الهواء.

وبعد مرور أكثر من 6 سنوات على سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 ، تقاسمت الميليشيات المحلية النفوذ على الساحل الليبي وحولته لمناطق سيطرة تسلب فيها وتنهب ممتلكات وحقوق المواطنين في بيئة آمنة، لا سيما مع مرحلة انتقال السلطة غير المتساوية والمنحازة لأصحاب السلاح.

ومع شح السيولة تتحكم هذه الميليشيات في فروع البنوك لتأمين الحصول على الأموال اللازمة لمواصلة الصراع مع المنافسين.

ويلقي كل ذلك بأعباء إضافة على السكان المحليين.

ويروي شاهد عيان  أن المشهد بدا مأساويا، فعدم انتظام الدور، وقلة السيولة أديا الى حدوث تدافع أمام المصرف التجاري الوطني الرئيس بوسط طرابلس يوم الأحد الماضي، فبادر أعضاء الميليشيات وحراس المصرف بالشتم والضرب، وإطلاق الرصاص من بنادق الكلاشينكوف، لإرهاب الحشود.

وأضاف سليمان اطريش لـ "إرم نيوز" أنه سمع أحد أفراد الميليشيات يصيح بصوت عال موجها حديثه إلى رفاقه " لز السعي" أي أعد الأغنام للقطيع، وعلق قائلا: "ها قد صرنا أغناما عند هؤلاء"!.

وتكررت مشاهد الترهيب بإطلاق النار في الهواء أخيرا أمام أبواب المصارف، وتحديداً أمام مصرف الجمهورية بسوق الجمعة؛ ما أدى إلى ترويع السكان.

ويبدأ مسلسل انتظار المواطنين من ساعات الفجر إلى ساعات الغروب، وكثير منهم يغادر مكانه إلى موائد الافطار دون أن ينال مستحقاته، فيما العيد على الأبواب، الأمر الذي دعا المدون أحمد الطاهر  إلى القول مخاطباً العيد: "ارجوك تمهل أيها العيد ..ارجوك .. ارجوك .. تمهل، ارجوك لا تأتي .. كن مثلهم واخلف وعدك أرجوك".

وما يزيد الطين بلة محاباة مسؤولي بعض المصارف لأقاربهم ومعارفهم في عمليات منح السيولة للحشود.

وتداولت أوساط شعبية اتهامات لمسؤول في مصرف الواحة بسوق الجمعة بمنح كميات من السيولة لصالح أشخاص نافذين، فيما يعطي للبسطاء نصف المبلغ المقرر، بدعوى أن المصرف المركزي لا يتوافر حاليا على ما يكفي من السيولة.

ووصف شاهد عيان الوضع بالمزري، مشيرا إلى أن الناس يمدون أيديهم طمعا في السيولة وكأنهم رتل من المتسولين.

وأضاف: "تجد نساء يصرخن وآخريات يفترشن الأرض ويبكين، ورجالاً اغرورقت أعينهم بالدموع ويكتمونها، ومواطن يقول وكأنه يحدث نفسه: "صدورنا عارية فلماذا يضربوننا بالسلاح ونحن نقف مند ساعات الصباح الأولى في الطابور،  نريد فلوسنا".

وبدلا من أن يمضي الليبيون العشر الأواخر من شهر رمضان في التعبد والاستعداد للعيد، يصطفون في طوابير طويلة أمام المصارف في ظروف صعبة.

وارتفعت أسعار الملابس ارتفاعاً جنونياً أخيرا في الأسواق المحلية؛ ما يؤرق سكان العاصمة الليبية وخاصة الأوساط الفقيرة.

وتساءل المواطن الليبي محمود القصبي: هل أسعار الملابس حقيقية أم أننا في برنامج  الصدمة الذي انتجته سياسات المصرف المركزي وحكومة الوفاق.‏

وأضاف القصبي لـ"إرم نيوز" تخيل أن تذهب إلى أحد محلات الملابس وتجد أن شراء حذاء وبنطلون وقميص يكلفّك، أي ما يعادل راتب موظف.

وقال مواطن آخر يدعى نضال عقل: " أسعار الملابس في متناول أبناء أعضاء مجلس النواب ورؤساء الحكومات والوزراء ومجلس الدولة وأعضاء المؤتمر الوطني وأعضاء لجنة الستين ورؤساء الأحزاب السياسية ودواعش المال العام ..أما المواطن فلا معين له إلا الله.

وتتفاقم أزمة السيولة النقدية في العاصمة طرابلس على الرغم من وعود المصرف المركزي بتوفير السيولة وإعلان حكومة الوفاق عن توفير السلع اللازمة لشهر رمضان والعيد لتكون بمتناول المواطنين!.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com