مثقفو مصر يَشنُّون حملة شرسة ضد نائب في البرلمان هاجم نجيب محفوظ
مثقفو مصر يَشنُّون حملة شرسة ضد نائب في البرلمان هاجم نجيب محفوظمثقفو مصر يَشنُّون حملة شرسة ضد نائب في البرلمان هاجم نجيب محفوظ

مثقفو مصر يَشنُّون حملة شرسة ضد نائب في البرلمان هاجم نجيب محفوظ

ضجت الأروقة السياسية والثقافية المصرية خلال الأيام الماضية وثارت مستنكرة تصريحات صدرت عن النائب أبوالمعاطي مصطفى، اعتبرها المثقفون "صادمة"، كونها تمسّ أحد أهم رموز الثقافة المصرية وهو الأديب الراحل نجيب محفوظ.

وشهدت جلسة البرلمان المصري، التي عقدت لمناقشة مشروع قانون ينص على تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر رقم 58 لسنة 37، والخاص بقضايا النشر وخدش الحياء العام، جدلاً واسعاً ومناقشات حادة، كان محورها الرئيس روايات نجيب محفوظ.

وأثار النائب البرلماني أبو المعاطي مصطفى ضجة كبيرة بتصريحاته التي أطلقها حول روايات نجيب محفوظ، ومنها: "السكرية" و"قصر الشوق"، معتبراً أنهما تتضمنان خدشاً للحياء وأن محفوظ يستحق العقاب، إلا أن أحداً لم يحرك أية دعوى قضائية في حياته ضده، على حد قوله.

وأطلقت تصريحات النائب تلك حملة نقد شرسة ضده من المثقفين المصريين، الذين طالبوا بمحاسبته، متهمين إياه بحمل ومناصرة الفكر الإرهابي تحت قبة البرلمان، بحسب تعبيرهم.

وتفاعلت "جبهة الإبداع المصري"، بقوة مع تلك التصريحات، حيث أصدرت بياناً بشأن الهجوم على "أديب نوبل" أكدت خلاله أن "هذا الهجوم يصدّر للعالم أن البرلمان المصري تحول لبرلمان «داعش» أو«الإخوان»"، وفقاً للبيان.

وجاء في البيان، الذي حمل عنوان "انتصاراً لمصر قبل نجيب محفوظ وبعده"، أن الجبهة تلقت بكثير من الدهشة والانزعاج والقلق، تصريحات النائب الدمياطي أبوالمعاطي مصطفى، والتي توالت مطالباً فيها تارة بمعاقبة الأديب المصري العالمي الراحل نجيب محفوظ، ومعاقبة صنّاع السينما التي نقلت أعمال محفوظ للشاشة الكبيرة تارة أخرى".

واعتبرت أوساط ثقافية مصرية أن النائب أبوالمعاطي مصطفى يُقيم محكمة تفتيش لنوايا الأديب الراحل عندما وصم روايتين له بأنهما منافيتان للآداب وتخدشان الحياء العام، في الوقت الذي منحت الأكاديمية السويدية العام 1988 جائزة نوبل للآداب، لأول مرة، لمواطن مصري هو نجيب محفوظ ليكون أول فائز بها عن لغته الأدبية الأم وهي العربية.

ولم يحظ عمل روائي مصري بهذا الكم من الدراسات النقدية، كما نالت ثلاثية نجيب محفوظ، والتي منها الجزءان "السكرية" و"قصر الشوق"، اللذان تناولهما النائب المصري أبو المعاطي بالنقد والهجاء.

ففي كتابه "قراءة النقد الأدبي"، قال الناقد جابر عصفور: "تتعدد مستويات القراءة النقدية، تبعًا للمنطلق الذي ينطلق منه الناقد الأدبي، الأمر الذي أدى إلى تنوع الرؤى ما بين الواقعية الاجتماعية والسياسية والاشتراكية والتعبيرية والرمزية، ومن ثم تلونت التفسيرات والتأويلات التي تغري بتأمل دلالاتها المتضاربة".

أيضًا من الكتابات التي تناولت الإبداعات الروائية للأديب نجيب محفوظ، كتاب بعنوان "في غياب الحديقة‏..‏ حول متصل الزمان‏/‏ المكان في روايات نجيب محفوظ‏"،‏ تأليف د‏.‏ حسين حمودة أستاذ النقد الأدبي في آداب القاهرة‏.‏

ففي مقاطع من هذه الدراسة المهمة، يقدم حمودة، تحت عنوان "تلاشي الإيديلا" أي الحياة الرعوية البسيطة التي تنطوي على علاقات عائلية مطمئنة تتسم بالوداعة، ومن خلال الصراع بين الزمن الدوري والزمن العارض المكتسح، تحليلًا للثلاثية تحت عنوان "الحنين إلى البيت القديم"، ينطلق من رؤية باختين لفكرة القصر القديم الذي ترسبت فيه آثار الزمن على ثلاثة أجيال متعاقبة، في الثلاثية، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها تلك الأجيال.

أما رسالة الدكتوراه التي قدمتها الباحثة منى بدير، لجامعة عين شمس تحت عنوان "تصوير الرواية للتغير الاجتماعي في المجتمع المصري"، وتنتمي الدراسة لفرع علم اجتماع الأدب، وهو أحد فروع علم الاجتماع الذي يدرس الرواية كأحد الأجناس الأدبية التي تصور الواقع الاجتماعي في مختلف مراحل تطوره، وكل حالاته، وتضع الفروع في مواجهة إشكالياته.

واختارت الباحثة روايات نجيب محفوظ، وفي مقدمتها الثلاثية، والتي رصدت التغيرات الاجتماعية في الأسرة البرجوازية الصغيرة، في النصف الأول من القرن العشرين، من خلال أسرة السيد أحمد عبدالجواد، حيث أوضحت الثلاثية طبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة في هذه الطبقة، والعلاقة بين الأب والأبناء، والعلاقة بين الأبناء بعضهم البعض، وأسلوب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة، والدور الذي يلعبة رب الأسرة وتقرير مصير أبنائها ذكورًا وإناثًا.

وقدم نجيب محفوظ، نماذج التنوع الطبقي للمرأة في المجتمع، في النصفين الأول والثاني من القرن العشرين، فالمرأة في الطبقة العليا والأرستقراطية والتي صورها محفوظ كما في الثلاثية بأنها نصف باريسية، ونصف مصرية، فالزواج بها والعلاقة معها كانت عملية غزو اجتماعي بعيد المنال، خاصة إذا كان الزوج من الطبقة الوسطى، لذلك ارتبطت هذه الصورة بالحب المثالي كحب كمال لعايدة شداد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com