هل تخلق المسابقات الشعرية حراكًا ثقاقيًا؟ (صور)
هل تخلق المسابقات الشعرية حراكًا ثقاقيًا؟ (صور)هل تخلق المسابقات الشعرية حراكًا ثقاقيًا؟ (صور)

هل تخلق المسابقات الشعرية حراكًا ثقاقيًا؟ (صور)

ما أكثر الأسماء التي لمعت في سماء الشعر بُعيد فوزها في مسابقة شعرية عربية هنا أوهناك، في حين تحطّمت أحلام بعض الشعراء أمام لجان التحكيم، ممن بحثوا عن طرق أخرى للظهور.

وحول ظاهرة "المسابقات الشعرية" وبروزها على الساحة مؤخراً، استطلع إرم نيوز آراء عدد من الشعراء العرب عما تفرزه مثل هذه التظاهرات وإن كان لها دور في خلق حراك ثقافي، حيث أكد بعضهم على أهمية هذه المسابقات وعلى إيجابيتها، معتبرين المستفيد الحقيقي منها هو الشاعر، في حين يرى آخرون أنها وسيلة تتخذ من المبدعين جسراً لمآرب أخرى في ظل غياب رؤية نقدية محايدة على أرض الواقع.

التنافس يجعل الشعر حاضرًا بألقه

الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي قال إن المسابقات الشعرية "فرصة جيدة للتألق، لما يعتريها من أجواء تنافسية"، متابعاً "في هذا الحراك الثقافي يكون بيت القصيد حاضراً بكل ألقه، فنرى أقلاماً جديدة ومنافسة محتدمة، ونفساً شعريًّا يتحرك في أطراف القصيدة المتوهجة بروح إبداعية".

وأضاف الجنيبي أن كل ما سبق "يعطينا اهتماماً أكبر بالشعر؛ لأنه مفتاح كل الفنون بلا ريب"، لافتاً إلى أن المسابقات والجوائز ظهرت منذ عرفت شبه الجزيرة العربية الشعر وتألقت في العصر العباسي، ومازالت حتى كان برنامج أمير الشعراء العام 2007 إلا أن ما ظهر بعده من مسابقات أخذت "منحى آخر، وسمحت لأنصاف الموهبين أن يظهروا".

لا توجد رؤية نقدية جادة

رأيُ الشاعر الفلسطيني حسن أبو دية جاء مغايراً، فهو لا يؤمن بالمسابقات الشعرية بتاتاً "لافتقادنا إلى رؤية نقدية جادة، تميز بين الغث والسمين بشكل موضوعي"، وعلق قائلاً "فمعظم النقد الذي نقرأ هو انطباعي".

وأعرب أبو  دية عن أسفة بقوله "هناك عوامل تتداخل في هذه المسابقات ربما آخرها العامل الفني، فكثير من الأسماء التي نراها تُلمَّع وتفرد لها الصدارة تفتقد إلى مؤهلات هذه المكانة".

سدّت مكان الفراغ النقدي الأدبي

"قد لا نعرف الأديب إلا من خلال الجائزة"، بهذه العبارة بدأت الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي كلامها حيث قالت "أنا مع أي شيء يشجع الأديب ويحفّزه على الإبداع"، لذلك فالمسابقات، برأيها، ضرورية جداً، فيكفي أن يرى المبدع نفسه في عيون الآخرين"، منوهة إلى أنه "في ظل عدم وجود معايير نقدية حديثة جاءت الجائزة لتسد ذلك الفراغ".

نافذة للوصول إلى الضوء

من جهته يعلق الشاعر السوري مصعب بيروتية، أحد المشاركين في مسابقة أمير الشعراء في دورته الأخيرة محققاً المركز السادس، إن المسابقات الشعرية "وسيلة وليست غاية، وأن الشعر يجب أن يحقق الهدف الأسمى وهو إرضاء ذوق الجمهور"، مشيراً إلى أن المسابقات الشعرية "نافذة الشعراء للوصول إلى الضوء".

الشعر لا يُحكّم

أما الشاعر الإماراتي طلال سالم، أحد المشاركين في أمير الشعراء في دورته الأولى، فقال: إن مثل هذه المشاركات تضيف للشاعر الكثير وتعرفه على أسماء ومبدعين لم يكن ليتعرف عليهم من قبل، ولكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، صار الأمر أسهل من ذي قبل.

ومع أن سالم يؤيد وجود مثل هذه المسابقات، إلا أنه يختلف مع الآليات التي تتم بها قائلاً "معظم الآليات التي توضع تخص اللجنة القائمة على المسابقة، وبتغيرهم تتغير تلك الأسس والمعايير"، رائيا "أن الشعر لا يُحكّم".

ظاهرة صحية للشباب

من جانبها اعتبرت الشاعرة الفلسطينية همسة يونس المسابقات ظاهرة صحية" للمبدعين الشباب، مبينة أنها "أعطت فرصة حقيقية للشباب كي يظهروا على الساحة الأدبية، وهذه ظاهرة صحية تحفز على الكتابة والإبداع والمشاركة"، ولكن الملفت في هذه الفعاليات، وفق همسة، أن البعض منهم يصيبه السخط إذا لم يفُز، وهذا "أمر مرفوض، فعلى المشارك أن يتقبل كل النتائج بصدر رحب".

الشعر سيد الفنون

بدوره، أوضح الشاعر الأردني الدكتور راشد عيسى، الحاصل على جائزة الشارقة للشعر العربي العام 2016، أن المسابقات الشعرية "تثري المشهد الثقافي، وتولد عند الشاعر حافزاً؛ ليتعب على قصيدته، فالإيجابيات أكثر من السلبيات". وأضاف أن الجائزة بالضرورة "ستؤدي لرفع المستوى المعيشي للشاعر، فضلاً عن أن المسابقات أثمرت عن طرح وجوه جديدة، لم نكن لنسمع عنها لولا فوزها".

وتابع عيسى فهذا الحراك الثقافي "سيؤدي حتماً إلى أن يعود الشعر إلى مكانته خلال سنوات قليلة، ويستعيد حضوره الذي كان؛ لأنه سيد الفنون وديوان العرب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com