ظاهرة النينيو تهدد المحاصيل في إفريقيا
ظاهرة النينيو تهدد المحاصيل في إفريقياظاهرة النينيو تهدد المحاصيل في إفريقيا

ظاهرة النينيو تهدد المحاصيل في إفريقيا

بوتشفستروم (جنوب افريقيا)- وقف توم فان روين في حفرة ابتلع عمقها نصف جسده وفي يده معول صغير يحفر به في جنباتها.

نفض الفلاح الجنوب إفريقي الذي يزرع الذرة الغبار المكتسي بلون الأرض الأحمر عن يديه وقال "توجد رطوبة على عمق 25 سنتيمترا لكن ليس بعد ذلك. إذا بلغت الأمطار مستويات أقل من المتوقع فستكون كارثة."

ومن المتوقع ضعف الأمطار في حزام الذرة بجنوب إفريقيا بسبب ظاهرة النينيو المناخية التي من المتوقع أن تؤدي إلى مزيد من الجفاف في مناطق الجنوب الإفريقي التي تعاني بالفعل من الجفاف مع احتمالات حدوث فيضانات في الشرق.

وسيزيد هذا الأمر معاناة القارة الأفقر في العالم التي تعاني بالفعل جراء انهيار أسعار السلع الأولية بسبب تباطؤ النمو في الصين.

وحذرت منظمة أوكسفام هذا الأسبوع من أن عشرة ملايين شخص معظمهم في إفريقيا يواجهون خطر الجوع بسبب الجفاف وقلة هطول الأمطار على غير المعتاد بسبب ظاهرة النينيو.

والنينيو عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة سطح الماء في شرق ووسط المحيط الأطلسي يتكرر كل عدة أعوام وحدث النينيو "الفائق" آخر مرة في عامي 1997 و1998.

وأدى الجفاف إلى انخفاض محصول الذرة الأساسي في جنوب إفريقيا أكبر منتج للذرة في المنطقة نحو الثلث في الموسم الماضي. ومن المرجح أن يستمر هذا الجفاف خلال فترة الصيف في نصف الكرة الجنوبي حيث تشتد ظاهرة النينيو.

ووفقا لبيانات لتومسون رويترز فإن العقود الآجلة للذرة البيضاء التي تستخدم للاستهلاك الآدمي بلغت أعلى مستوياتها عند أكثر من ثلاثة آلاف راند (215 دولارا) للطن في يوليو/ تموز وباتت قريبة جدا من هذا المستوى.

وهبط معدل التضخم في الاقتصاد الأكثر تقدما في إفريقيا إلى 4.6 بالمائة في أغسطس/ آب من 5 بالمائة في يوليو/ تموز لكن البنك المركزي حذر من أن الجفاف مازال مصدر قلق بسبب أثره على أسعار الغذاء.

وتضرر محصول السكر في جنوب إفريقيا من الجفاف، إذ يتوقع اتحاد منتجي قصب السكر تراجع المحصول إلى 14.9 مليون طن في موسم 2015-2016 من 17.7 مليون طن العام الماضي بانخفاض 15 بالمائة.

وجنوب إفريقيا ثاني أكبر دولة مصدرة للموالح في العالم حيث يبلغ حجم القطاع تسعة مليارات راند. وتعاني منطقة ليمبوبو الجنوبية التي تنتج نحو ثلث المحصول من قيود تتعلق بالمياه، بحسب مصادر من القطاع.

وتضررت زيمبابوي هي الأخرى كثيرا من الجفاف الذي أدى إلى تراجع محصول الذرة إلى النصف ليبلغ 742 ألف طن هذا العام، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وفي غرب إفريقيا أدى عدم هطول الأمطار على حزام الكاكاو إلى زيادة المخاوف من احتمال تعرض ثاني أكبر منتج في العالم لموسم حصاد ضعيف مرة أخرى.

وفي إثيوبيا يحتاج 4.5 مليون شخص لمساعدات غذائية بسبب النينيو والتغيرات المناخية على المدى الطويل بحسب وكالات تابعة للأمم المتحدة.

إلا أن الوضع في كينيا أكبر اقتصاد في شرق إفريقيا سيكون أكثر تعقيدا بحسب بيتر امبينجي مساعد مدير إدارة الأرصاد في البلاد. وتؤدي ظاهرة النينيو إلى هطول مزيد من الأمطار على شرق إفريقيا.

وقال امبينجي لرويترز: "زيادة هطول الأمطار ستعزز الزراعة على الرغم من أنه ينبغي أن يكون المزارعون على دراية بانتشار الأمراض بسبب ارتفاع مستويات الرطوبة مما قد يؤدي إلى خسائر بعد موسم الحصاد."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com