"السويس الجديدة" تثيرتفاؤلا بمصر وجدلا في الخارج

تحتفل مصر يوم الخميس المقبل بافتتاح قناة السويس الجديدة، التي تأمل القيادة المصرية أن تشكل منطلقا اقتصاديا وسياسيا لمرحلة جديدة في تاريخ مصر.

وتعول الدوائر المصرية على القناة الجديدة لتحسين الدخل الناتج من هذا الممر المائي الدولي، رغم أن بعض التقارير الاقتصادية العالمية تشير إلى أن تحقيق هذا الهدف سيكون تحديا كبيرا أمام الحكومة المصرية.

وربطت هذه التقارير بين وضع حركة التجارة العالمية والعائدات المتوقعة من قناة السويس الجديدة.

وفي هذا السياق قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن أن الحكومة المصرية قدمت تقديرات شديدة التفاؤل لعائدات المشروع بحيث يزيد من عائدات قناة السويس السنوية أكثر من الضعف بحلول عام 2023 ليرفعها من نحو 5 مليار دولار حاليا إلى نحو 13.3 مليار دولار.

ويشير تقرير للصحيفة البريطانية إلى أن الجدوى من المشروع قد لا تكون بهذا الحجم في الواقع حيث تعتمد حركة الملاحة في قناة السويس على مرور حاويات النفط والغاز المسال من الشرق الأقصى والشرق الأوسط باتجاه أوروبا.

ويشير مراقبون إلى أن تقرير الصحيفة البريطانية تجاهل نقاطا أساسية حيث اعتمد عائدات حركة الملاحة فقط كإيرادات للقناة، في حين أن مشروع القناة يشتمل على 3 مراحل أكتملت منها مرحلتان وتبقت المرحلة الثالثة التي تشمل "تنمية إقليم القناة"، والذي ستشتمل على العديد من الفرص الاستثمارية ذات العوائد المرتفعة، من خلال عدة مشاريع صناعية وخدمية ولوجيستية، مما يسهم خلق فرص استثمار وعمل.

ويضيف مراقبون أن التقرير استند على فرضية استمرار تراجع حجم التجارة العالمية والأوروبية بشكل خاص، في حين يتوقع خبراء اقتصاديون انفتاح التجارة الدولية على المنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، وبالتالي نمو حركة الملاحة عبر القناة، خصوصا أن المشروع يضاعف حجم حركة العبور في قناة السويس.

وفي المقابل يؤكد الخبير الاقتصادي الإيطالي، ماسيمو ديندرياس، أن مشروع قناة السويس الجديدة سيعزز من تنافسية قناة السويس بدرجة كبيرة، بما يجعلها تستوعب 25 في المائة من حركة الملاحة التجارية التي كانت تعبر من خلال قناة بنما. وجاء ذلك في دراسة متكاملة انتهى إعدادها من قبل مجلس الأعمال المصري - الإيطالي عن الآثار الاقتصادية لمشروع قناة السويس الجديدة على التجارة الدولية وعلى حركة الملاحة البحرية العالمية.

ويضيف التقرير أن هناك أيضا مخاوف أمنية حاليا من المرور في قناة السويس حيث ينشط تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء، منبها إلى هجومه على قطعة بحرية مصرية في البحر المتوسط، وفي المقابل يقلل المسؤولون المصريون من خطر التنظيم على حركة الملاحة في قناة السويس.