هل تعزز زيارة أردوغان إلى روسيا طموحه للخروج من عباءة "الناتو"؟
هل تعزز زيارة أردوغان إلى روسيا طموحه للخروج من عباءة "الناتو"؟هل تعزز زيارة أردوغان إلى روسيا طموحه للخروج من عباءة "الناتو"؟

هل تعزز زيارة أردوغان إلى روسيا طموحه للخروج من عباءة "الناتو"؟

يستمر الجدل في تركيا حول تطور العلاقات مع روسيا الاتحادية وسط تقارب رأى فيه خبراء مؤشرًا لتململ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ضغوطات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تنضوي تركيا تحته، ومحاولة للخروج من عباءته.

وعلى الرغم من أن جدول زيارة أردوغان المعلن إلى موسكو، يوم الجمعة القادم، يركز على ملف الأزمة السورية، ومناقشة مستقبل القوات التركية داخل الأراضي السورية، إلا أن خبراء روسا يتحدثون عن صفقات سلاح غير مسبوقة قد تغضب حلفاء أنقرة الغربيين.

صفقات سلاح 

وتوقع عدد من الخبراء الروس أن يبحث أردوغان مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إمكانية شراء تركيا أنظمة صواريخ دفاعية من نوع "إس400" من روسيا.

وسبق أن أشار الخبير التركي في الصناعات العسكرية، أردا مولود أوغلو إلى أن من بين النتائج الأكثر إثارة للاهتمام في تحسن العلاقات التركية الروسية، رغبة تركيا في الحصول على نظام الدفاع الجوي الروسي "إس400".

ومن شأن إقدام تركيا على خطوة كهذه، إشعال غضب حلف الناتو، على غرار اعتراض الأخير على صفقة سابقة لتزويد تركيا بأسلحة صينية.

ويبدو أن محاولات تغيير هيكلية منظومة الدفاع التركية، عبر الخروج من عباءة الناتو، والتوجه شرقًا، لا ينال رضا "الناتو"؛ وبالفعل أسهمت ضغوطات الحلف على تركيا، في إفشال صفقة تزويدها بدفاعات جوية صينية العام 2013.

ورغم تدخل أردوغان أكثر من مرة لتمرير الصفقة – حينها - ودعمه لها بشكل مباشر خلال زيارته لبكين منتصف العام 2015، إلا أن ضغوطات الولايات المتحدة، وتهديدها بسحب منظومة صواريخ الباتريوت من الحدود الجنوبية لتركيا، أواخر العام ذاته، دفعت أردوغان للرضوخ والبقاء في إطار توجهات الحلف.

الاتجاه شرقًا

ويبدو أن الموقف الحرج الذي وجدت الحكومة التركية نفسها متورطة فيه، عقب العقوبات الروسية الصارمة، والقطيعة التي عانت منها من قبل حلفاء موسكو في المنطقة، على خلفية إسقاط تركيا لمقاتلة روسية؛ قالت إنها اخترقت أجواءها، عبر الأراضي السورية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، دفع بالحكومة التركية إلى السعي لطي صفحة الخلاف مع موسكو، والاتجاه شرقًا لتعزيز علاقاتها مع القوى الصاعدة.

وكثف أردوغان خلال الشهور الأخيرة، لقاءاته مع قادة دول مجموعة "البريكس" ما فسره محللون على أنه يعكس توجهًا جديدًا لتركيا.

وتضم مجموعة "بريكس" التي تطلق على نفسها اسم، القوى الصاعدة، كلا من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، وتحتل مساحة دولها 30% من مساحة العالم، ويشكل عدد سكانها 42% من عدد سكان العالم، كما يفوق إجمالي اقتصادهم مجتمعًا اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر اقتصاد في العالم.

وفي الوقت الذي يؤيد فيه سياسيون التوجه التركي الأخير للشرق، يؤكد محللون غربيون أن تركيا، صاحبة ثاني أكبر الجيوش في الحلف "لا تستطيع الاستغناء عن الغرب مهما تقاربت مع روسيا، وأن التوجه التركي الجديد لا يعدو كونه محاولة من أردوغان، للضغط على حلفائه الغربيين، للحصول على مكاسب سياسية".

كما اعتبر خبراء روس أن شهر العسل الروسي التركي الحالي من غير الممكن أن يتحول إلى تحالف فعلي، ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو الحكومية، كريم هاس، على أن "روسيا تريد استخدام علاقاتها مع تركيا كأداة.. وأن رغبة روسيا الحقيقية ليست شهر عسل مع تركيا، بل في إفساد شهر العسل للنظام الأمني الغربي".

من جانبه يؤكد المحلل والمستشار العسكري السابق في الخارجية التركية، متين غورجان، على أن تركيا لا يبدو أنها ستنشق عن الغرب "إلا إذا استطاعت روسيا أن تأتي بمفهوم جماعي دائم للأمن مماثل للمفهوم الموجود لدى حلف الناتو، لكن ليس من المتوقع أن تتحول المداعبة إلى تحالف كامل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com