إسرائيل: خلافات حادة بين "الليكود" و"البيت اليهودي" تهدد استقرار الائتلاف الحكومي
إسرائيل: خلافات حادة بين "الليكود" و"البيت اليهودي" تهدد استقرار الائتلاف الحكوميإسرائيل: خلافات حادة بين "الليكود" و"البيت اليهودي" تهدد استقرار الائتلاف الحكومي

إسرائيل: خلافات حادة بين "الليكود" و"البيت اليهودي" تهدد استقرار الائتلاف الحكومي

يشهد الائتلاف الحكومي الإسرائيلي هذه الأيام، خلافات حادة بين حزبي "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، و"البيت اليهودي" برئاسة وزير التربية التعليم، نفتالي بينت، على خلفية محاولات نتنياهو الاستحواذ على وسائل الإعلام، وسلطة البث العامة، وتأجيل الإعلان عن سلطة البث الجديدة، بما يضمن له السيطرة على وسائل الإعلام وإخضاعها للمستوى السياسي.

ووصل الأمر بين نتنياهو وبينت إلى التراشق الإعلامي، وتبادل الاتهامات بينهما بشكل علني، الأمر الذي دفع وزير المالية، ورئيس حزب "كولانو" موشي كحلون، مطالبة الحكومة، للخروج بــ "إجازة مرضية" قبل أن تجد نفسها معطلة بالكامل.

واتهم بينت، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالعمل على تقويض إطلاق سلطة البث الجديدة، وقال إن قرار تأجيل الخطوة عام ونصف إضافية، جاء من أجل زرع الخوف بين الإعلاميين والصحفيين من اليمين واليسار، متهمًا نتنياهو، بالعمل على تحويل سلطة البث إلى أداة تابعة بالكامل للمستوى السياسي.

ورد رئيس الحكومة نتنياهو، اليوم الإثنين في مستهل جلسة حكومته على الإتهامات التي أطلقها وزير التربية والتعليم، ووزراء ينتمون لحزب "البيت اليهودي"، وقال أنه يدرك رغبة بعض السياسيين في "كسب ود جهات محددة بالمنظومة الإعلامية، من خلال مساعدتهم في ترسيخ احتكارهم لسلطة البث العامة، بحيث يملون على الجمهور ماذا يسمع، وماذا يشاهد".

وزعم نتنياهو، أن هذا هو السبب وراء احتفاظه بوزارة الإعلام، مبررًا ذلك بأنه قادر من منطلق منصبه على مواجهة جميع الضغوط التي تمارس على وسائل الإعلام، وأنه هو الوحيد القادر على التغلب على هذه الضغوط والهجمات، مشيرًا إلى أن دور الوزارة هو توعية الجمهور، وإحداث منافسة في سوق الإعلام.

وكان التراشق العلني بين حزبي "الليكود" و"البيت اليهودي" قد بلغ ذروته يوم أمس الأحد، حين اتهم سياسيون ينتمون للأخير، رئيس الحكومة بـ"إطلاق الرصاص داخل ناقلة الجند" في إشارة إلى أنه بمثابة من يقدم على الإنتحار السياسي، عبر زرع الخلافات داخل ائتلافه الحكومي، فيما ردت مصادر بحزب الليكود، بالقول: إن وزير التربية والتعليم "يواصل حفر الأنفاق تحت كرسي السلطة" في إشارة إلى أنه يعمل على زعزعة استقرار الحكومة.

ولم يتورع سياسيون بحزب "الليكود" عن تصعيد الاتهامات، والانتقادات ضد شريكهم الائتلافي بينت، حيث قالت مصادر بحزب الليكود، إن بينت الذي جاء بأصوات اليمين، يحاول الحفاظ على تراث "محمود درويش" داخل المدارس الإسرائيلية، ويعلم الأطفال إرث الشاعر الفلسطيني، ويقاتل من أجل استمرار سيطرة اليسار على وسائل الإعلام" على حد زعمهم.

وحول وصف نتنياهو بأنه "يطلق الرصاص داخل ناقلة الجند"، أي صوب "الائتلاف الحكومي"، ردت مصادر بحزب "الليكود" بأن الوزير بينت "لم يعد منذ زمن طويل داخل ناقلة الجند تلك"، وأنه انضم إلى شقيقه لابيد، في إشارة إلى رئيس حزب "هناك مستقبل" المعارض، يائير لابيد، متهمين إياه بالعمل على غلق صحيفة "إسرائيل اليوم" من أجل التقرب لصحف منها "يديعوت أحرونوت" وغيرها.

ودخلت وزيرة العدل، أياليت شاكيد، التي تنتمي لحزب "البيت اليهودي" على خط المواجهات، وكتبت في حسابها على "تويتر" أن حزبها لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذا الهجوم، وأن حزب "الليكود" لا يطلق الرصاص داخل ناقلة الجند فحسب، ولكنه ينسفها. واتهمت حزب الليكود بالكذب والرياء، وطالبته بتعلم كيفية السيطرة على نفسه، ووقف هذه الادعاءات والتباكي.

ولم يقف زعيم حزب العمل، ورئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" المعارض، يتسحاق هيرتسوغ، بعيدًا عن تلك العاصفة، ولا سيما وأنه خرج من التصويت يوم أمس الأحد لصالح مقترحه بتأجيل الانتخابات الداخلية على رئاسة حزب العمل عامًا آخر، أكثر قوة بعد تغلبه على خصومه، ودعوتهم للخروج من الحزب والبحث عن حزب آخر.

وعلق هيرتسوغ على العاصفة بين "الليكود" و"البيت اليهودي" في حسابه على موقع "تويتر"، وعلى دعوة وزير المالية، كحالون، الحكومة للخروج في "إجازة مرضية" قبل أن تتعطل، قائلاً:" إن نتنياهو وزمرته يريدون في النهاية تسخير وسائل الإعلام لشيء واحد، وهو تحويل نتنياهو إلى فيدل كاسترو إسرائيلي، وإخضاع الإعلام له، بحيث يتناسب مع شخصيته، متوعدًا بوقف هذه الحرب التي اعتبرها حربًا ضد الديمقراطية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com