هل يفاجئ سكان إسطنبول حزب العدالة والتنمية التركي بالتصويت العقابي؟
هل يفاجئ سكان إسطنبول حزب العدالة والتنمية التركي بالتصويت العقابي؟هل يفاجئ سكان إسطنبول حزب العدالة والتنمية التركي بالتصويت العقابي؟

هل يفاجئ سكان إسطنبول حزب العدالة والتنمية التركي بالتصويت العقابي؟

ظلت مدينة اسنطنبول أحد أهم معاقل حزب العدالة والتنمية التركي، وخزانًا انتخابيًا يعول عليه في أي استحقاق يحتاج فيه لتصويت شعبيته.

لكنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم، بحسب مراقبين، قد تواجهه مفاجأة ثقيلة من سكان اسطنبول، التي تشير استطلاعات إلى ميل الناخبين فيها إلى تصويت عقابي ضد رجب طيب أردوغان بسبب تصريحاته المتتالية.

وبحسب صحيفة "أحوال نيوز" التركية، فإنه في عام 2014، وتحديدًا خلال الانتخابات المحلية الأخيرة، صوتت محافظة "إسطنبول" بنسبة 67% لصالح مرشح حزب "العدالة والتنمية الحاكم" لمنصب العمدة، حيث يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 16 مليون نسمة، تسيطر عليهم الأحزاب الإسلامية منذ ظهور الرئيس رجب طيب أردوغان، كعمدة لها في عام 1994.

ورغم أن معظم استطلاعات الرأي لا يمكن الاعتماد عليها، لكن عددًا كبيرًا من أحزاب المعارضة يجتمع حول مرشح واحد لمنصب عمدة "إسطنبول"، على أمل إضعاف مكانة حزب "العدالة والتنمية"، الذي سيطر على الحياة السياسية في تركيا منذ توليه السلطة عام 2002.

ولطالما كانت لحزب "العدالة والتنمية" شعبية كبيرة ونفوذ بين القطاعات المحافظة في "الأناضول"، بعيدًا عن المراكز السياحية الساحلية والمناطق الحضرية للطبقة العاملة، مثل "إيسلنر"، التي يسكنها مهاجرون جدد نسبيًا من المناطق الريفية النائية.

وتكتسب إيسلنر أهمية كبيرة، حيث تضم 312 ألف ناخب بين سكانها البالغ عددهم نصف مليون نسمة، كما تضم عددًا كبيرًا من السكان الأكراد، ومجتمعًا كبيرًا من المهاجرين إلى إسطنبول من منطقة البحر الأسود، فضلًا عن عدد كبير من اللاجئين السوريين، إضافة إلى عدد كبير من العلويين.

واستجاب حزب "العدالة والتنمية" للتحدي الذي يمثله تحالف "الحزب العلماني المعارض" مع القوميين والإسلاميين الساخطين، من خلال تشكيل ائتلاف خاص مع حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، والذي كان في السابق ناقدًا صريحًا للحزب الحاكم.

لكن الوصول إلى السلطة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم قد يكلف حزب الحركة القومية بعض الأصوات.

وتساءل مسلم يلدز - وهو سائق تاكسي يبلغ من العمر 37 عامًا ويصف نفسه بأن لديه حسًا وطنيًا كبيرًا - كيف أن "أولئك الذين كانوا  يبغضون بعضهم البعض حتى وقت قريب أصبحت فجأة تجمعهم مصالح مشتركة؟".

 وقال إنه يعتقد أن حوالي نصف أصوات حزب الحركة القومية العليا ستذهب إلى حزب الخير اليميني الذي تتزعمه ميرال أكشينار، المنشقة القومية التي انشقت عن حزب الحركة القومية اليميني المتطرف.

وفي حين أن "حزب الخير" يدعم حزب "الشعب الجمهوري" المعارض الرئيسي في السباق على عمدة إسطنبول، لم يقدم حزب الشعب الجمهوري في "إيسنلر" مرشحًا واحدًا، ويدعم حزب "مصطفى يلماز" ليكون عمدة للمدينة.

من جانبه، تعهد يلماز بمعالجة مشكلة المخدرات في المنطقة، ورغم أن السكان المحافظين يفضلون في الغالب إبعاد النساء عن القوى العاملة، إلا أنه قال إنه سيخلق فرصًا للنساء للعمل من المنزل وتقديم مساعدات مالية للأشخاص الذين يعيشون على مقربة من خط الفقر.

وعلى الرغم من وجود نسبة كبيرة من الناخبين الشباب في مقاطعة "إيسلنر"، إلا أن الكثيرين منهم قالوا إنهم سيصوتون وفقًا لرأي أسرهم وليس تبعًا لبرامج المرشحين المطروحة.

وقالت "جامز"، البالغة من العمر 18 عامًا - وهي من مقاطعة "سيرت" الجنوبية الشرقية - إنها ستصوت لصالح حزب الشعب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد في "إيسنلر"، لكنها ستدعم حزب "الشعب الجمهوري" في انتخابات المدينة لتعزيز فرص هزيمة حزب "العدالة والتنمية".

وقالت إحدى الناخبات - وهي عاملة نسيج تعيل أسرتها - إنها ستصوت لأول مرة في حياتها بناء على رأي والدها.

وقالت أيسيل، التي تبلغ من العمر 21 عامًا - وهي من مقاطعة "موس" الشرقية - إن عائلتها واجهت صعوبة في العثور على شقة للإيجار لأنهم أكراد.

وقالت إن وكلاء العقارات قالوا لعائلتها: "ليس لدينا منازل للأكراد"، مضيفة أن صوتًا داخلها أخبرها ألا تزعج نفسها بأمر التصويت، لأن حزب "العدالة والتنمية" لن يفوز مرة أخرى. والجدير بالذكر أن الناخبين الأكبر سنًا في مقاطعة "إيسلنر" يشعرون بالإحباط الشديد.

ويقول حكمت - وهو عامل متقاعد - : "إذا ظن هذا الرجل أنه قادر على الفوز من خلال التهديدات ووصف الناس بالإرهابيين، فهو مخطئ"، في إشارة إلى حملة حزب العدالة والتنمية المتزايدة لتصوير خصومهم على أنهم أعداؤهم.

ويضيف "يجب أن تكون هناك قواعد تحذيرية للمشاهدين عندما يظهر أردوغان على شاشة التلفزيون من أجل إبعاد الأطفال الصغار"، كما أن تركيز الحزب الحاكم على الإسلام السني والهوية الدينية يسيء إلى المسلمين العلويين، الذين يشكلون حوالي 20% من سكان البلاد، والذين صوتوا لصالح حزب الشعب الجمهوري.

وقالت حسنية - وهي من قدامى سكان "إيسنلر" وأم لأحد عشر طفلًا - : "نحن عائلة علوية. أنا دائمًا أقول لأطفالي ألا يفرقوا أبدًا بين الناس. ولكن اليوم، هناك خطوط يجري رسمها بين الأتراك والأكراد والعلويين والسنة".

ويراهن الرئيس أردوغان على الفوز بمقاعد العُمَد في الانتخابات البلدية المقررة أواخر الشهر الحالي، وسط تراجع حزب العدالة والتنمية بسبب الركود الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com