بعد تفجير الكنيسة.. الإرهاب ينتصر على الدولة في معركة استقطاب الشباب
بعد تفجير الكنيسة.. الإرهاب ينتصر على الدولة في معركة استقطاب الشباببعد تفجير الكنيسة.. الإرهاب ينتصر على الدولة في معركة استقطاب الشباب

بعد تفجير الكنيسة.. الإرهاب ينتصر على الدولة في معركة استقطاب الشباب

اعتبر مراقبون وخبراء، أن التنظيمات الإرهابية نجحت في استقطاب الشباب المصري وإقناعهم بالأفكار المتطرفة، في غياب دور الدولة التوعوي، والمؤسسة الدينية الوسطية في البلاد، وذلك على خلفية الحادث الذي استهدف كنيسة البطرسية بمنطقة العباسية.

وانطلق المراقبون من التحول الرهيب لمحمود شفيق، الحاصل على المرتبة الرابعة بالثانوية العامة على مستوى الجمهورية، إلى حب الموت في سبيل الله، حسب زعمه، وهو التحول الذي بدا جذريًا من النقيض إلى النقيض، بين الحلم بالحياة ومستقبلها إلى المتمني للموت في "أعداء الله"، على حد تلقينه بالأفكار الإرهابية.

وكشفت السلطات المصرية عن الانتحاري محمود شفيق البالغ من العمر 22 عامًا، الذي فجر نفسه بحزام ناسف، في الكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية شرق مدينة القاهرة، الأحد الماضي.

واعتبر الخبراء أن شفيق، الذي وقع فريسة سهلة في يد التنظيمات الإرهابية، التي أقنعته بتفجير نفسه، وأن الجنة في انتظاره، يكشف مدى سطحية التفكير لدى الكثير من الشباب في مصر، الذي لم يعد يدرك الأمور بعقلانية.

وقال اللواء عصام أبو المجد، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان لـ "إرم نيوز"، إن التنظيمات الإرهابية تقوم باستقطاب الشباب من خلال الشبكة العنكبوتية، في حين غاب الدور التوعوي للمؤسسة الدينية، لافتًا إلى أن مواجهة التنظيمات الإرهابية فكريًا أقوى من السلاح خلال الوقت الحالي.

وألقى أبوالمجد باللوم على غياب الدور التوعوي للشباب، خاصة أعضاء التيارات الإسلامية، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف طالب بوضع خطة لجذب هؤلاء الشباب، لاستقطابهم وشرح ما يجري على أرض الواقع، وكيفية تقليل حدة العنف لديهم وشرح صحيح الإسلام الوسطي.

وطالب بضرورة تشكيل لجنة تضمن علماء أزهر وأطباء نفسيين، لعقد دورات تنويرية لهؤلاء الشباب، وانخراطهم في المجتمع، قائلاً: "وهنا يأتي دور الدولة في احتوائهم وخلق فرص عمل لهم".

من جانبه، أكد البرلماني المصري محمد عبده ضرورة اضطلاع الحكومة بخطوات لمعالجة تلك القضية، وعلى رأسها تحسين الاقتصاد، وتحسين المعيشة، بإنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة، وتشجيع الشباب على الاشتراك فيها.

وأضاف: "الجريمة تأتي من الفقر، كما يجب أن تقوم بتثقيف هؤلاء الشباب ومحاربة الأفكار المتطرفة".

وطالب الحكومة بنشر الأفكار الوسطية، عبر إنتاج الكثير من المسلسلات والأفلام التي تشرح الثقافة والهوية المصرية، وتوضح ما يجري على أرض الواقع، كما طالب الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، بنشر الوعي، وتخصيص أوقات في البرامج لتوضيح ما يجرى، بدلًا من الأفلام "الهابطة والمملة"، على حد قوله.

وأشار عبده إلى أن: "الشباب الذي لديه رؤية خاطئة عما يحدث في مصر، هو جزء من المجتمع، ويجب على الحكومة المصرية أن تقوم بتثقيفهم وزرع فيهم روح الانتماء لوطنه".

واعتبر أن: "نجاح الجماعات الإرهابية في استقطاب الشباب يعد فشلًا للحكومة"، داعيًا إلى ضرورة تشديد الرقابة على بعض المناطق التي يتم فيها تجنيد الشباب.

ولفت إلى وجود آلاف من شباب الإخوان الآن، مملوءة رؤوسهم بالأفكار الإرهابية، وهم يعيشون في أوساط المصريين.

وقال محمد فريد، أمين لجنة الشباب بحزب المصريين الأحرار، لـ"إرم نيوز"، إن الحزب يضطلع بمهام في هذا الإطار، بعد انتشار الأفكار المتطرفة في أوساط الشباب، بعقد دورات تثقيفية لتغير الصور الخاطئة التي تروجها الجماعات الإرهابية، ومحاربة الشائعات.

ودعا فريد إلى ضرورة اتخاذ مجموعة إجراءات حكومية لتنقية المناهج الدراسية من الأفكار الرجعية، وإعادة تقييم الخطاب الديني والثقافي لهؤلاء الشباب، ونشر الثقافة الحقيقية للمجتمع المصري، عبر ندوات ثقافية في جميع قصور الثقافة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com